للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[بين الفريدة والوفية]

لعل أول من فتح الباب لنظم ألفية في النحو هو الإمام ابن معط، قال -رحمه الله- في مقدمة ألفيته (١):

وَذَا حَدَا إِخْوَانَ صِدْقٍ لِي عَلَى ... أَنِ اقْتَضَوْا لَهُمْ مِنِّي أَنْ أَنْظِمَا

أُرْجُوزَةً وَجِيزَةً فِي النَّحْوِ ... عِدَّتُهَا أَلْفٌ خَلَتْ مِنْ حَشْوِ

لِعِلْمِهِمْ بِأَنَّ حِفْظَ النَّظْمِ ... وِفْقُ الذَّكِيِّ وَالبَعِيدِ الفَهْمِ

ثم جاء بعد ابن معط الإمام ابن مالك، فنظم ألفيته المعروفة بالخلاصة، وصرح في مقدمتها أنه اقتفى أثر ابن معط في النظم، إذ إن ابن معط سابق له، وهو مستن به، قال ابن مالك عن ألفيته (٢):

وَتَقْتَضِي رِضًا بِغَيْرِ سُخْطِ ... فَائِقَةً أَلْفِيَّةَ ابْنِ مُعْطِ

وَهْوَ بِسَبْقٍ حَائِزٌ تَفْضِيلَا ... مُسْتَوْجِبٌ ثَنَائِيَ الجَمِيلَا

وَاللهُ يَقْضِي بِهِبَاتٍ وَافِرَهْ ... لِي وَلَهُ فِي دَرَجَاتِ الآخِرَهْ

والحق الذي يُقال أن ألفية ابن مالك أجمع وأوعب، وألفية ابن معط أسلس وأعذب (٣)، وأيضًا فاقت الخلاصة بأنها نظمت على بحر واحد، أما ألفية ابن معط فكانت على بحرين: الرجز والسريع، قال ابن معط في مقدمة ألفيته (٤):

لَا سِيَّمَا مَشْطُورَ بَحْرِ الرَّجَزِ ... إِذَا بُنِي عَلَى ازْدِوَاجٍ مُوجَز

أَوْ مَا يُضَاهِيهِ مِنَ السَّرِيعِ ... مُزْدَوِجَ الشُّطُورِ كَالتَّصْرِيعِ


(١) انظر: ألفية ابن معطي ٢.
(٢) انظر: ألفية ابن مالك ٦٨.
(٣) انظر: نفح الطيب ٢\ ٢٣٢.
(٤) انظر: ألفية ابن معطي ٢.

<<  <   >  >>