للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بينما كانت ألفية ابن مالك على بحر واحد وهو بحر الرجز.

وجاء بعد ذلك الإمام الآثاري، ونظم ألفية سماها "كفاية الغلام في إعراب الكلام"، وقد نظم فيها المقدمة المحسبة لابن بابشاذ، وصرح بهذا المؤلف في شرحه على الألفية (١).

ولا شك أن الآثاري كان مقتفيًا لنهج ابن معط وابن مالك، لذلك تجده في المقدمة قد قال عن ألفيته (٢):

فَائِقَةٌ بِأَنْفَعِ المَسَالِكِ ... عَنِ ابْنِ مُعْطٍ وَعَنِ ابْنِ مَالِكِ

لكن هذه الألفية لم يكتب لها من الذيوع ما كتب لسابقتيها.

بعد ذلك جاء الإمام السيوطي، ونظم ألفيته المشهورة بالفريدة، وشرحها في كتاب سماه بالمطالع السعيدة في شرح الفريدة، ولا شك أن السيوطي قد جعل نصب عينيه ألفية ابن مالك، إذ هي درة تاج المنظومات، قال السيوطي في المقدمة عن ألفيته (٣):

فَهَذِهِ أَلْفِيَّةٌ فِيهِ حَوَتْ ... أُصُولَهُ وَنَفْعَ طُلَّابٍ نَوَتْ

فَائِقَةٌ أَلْفِيَّةَ ابْنِ مَالِكِ ... لِكَوْنِهَا وَاضِحَةَ المَسَالِكِ

وَجَمْعَهَا مِنَ الأُصُولِ مَا خَلَتْ ... عَنْهُ وَضَبْطِ مُرْسَلَاتٍ أُهْمِلَتْ

وقال السيوطي عن ألفيته: "لخصت فيها ألفية ابن مالك في ستمئة بيت، وزدتها أربعمئة بيت فيها من القواعد والفوائد والزوائد ما لا يستغني طالب النحو عنه، فبذلك فاقت ألفية ابن مالك، وفاقتها أيضًا بالتنبيه على قيود أهمل ابن مالك


(١) انظر: كفاية الغلام ٢١.
(٢) انظر: كفاية الغلام ٣٩.
(٣) انظر: الفريدة ٢.

<<  <   >  >>