ولأنه -في النهاية- العصر الذي تقوم فيه الصحف -أو ينبغي أن تقوم فيه- بالأدوار السابقة في مجموعها، بدءا بالدور الإعلامي الإخباري، ومرورا بالدور التفسيري، وحتى دور الإمتاع والمؤانسة.
لأن العصر هو عصر ذلك كله، فقد كان على الصحف أن تتحول إلى الأخبار الصغيرة والمتوسطة وإلى أسلوبها التلغرافي الذي يعد الكلمات عدا، أو يزنها بميزان حساس، تماما كما كان عليها وحتى يمكنها أن تحافظ على وجودها نفسه، على كيانها ذاته، وإلا أصبحت غريبة او شبه غريبة، أو تعيش بمعزل عن هذا الطابع اللاهث السريع، كان عليها أن تقدم "صياغة عصرية مناسبة" أو أكثر مناسبة، للمادة المقالية، وعلى طريقة "ما قل ودل" أو كما يقول البلغاء "دلالة قليل على كثير".
وحيث جاءت هذه الصياغة الجديدة في شكل "المقال المختصر" بفتح التاء والصاد ذلك الذي أطلقت عليه عدة أسماء من بينها أو أهمها: "المقال القصير، المقال العمودي، مقال العمود، العمود الصحفي" ... إلخ.