للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- أنموذج رقم "١٦".

- الصحيفة: عكاظ.

- المحرر: هاشم عبده هاشم.

- المادة: عمود صحفي.

- أسلوب آخر من أساليب تحرير الأعمدة يقوم على تناول الموضوع الواحد من جميع زواياه وجوانبه وذلك بتقسيمه إلى عناصر أو أفكار تتناول كل منهما عبارة أو جملة أو فقرة قصيرة جدا على هيئة "دبوس" بينما بدأ كل منها بكرتين للفت الأنظار والتوقف بالإضافة إلى مدخل تحريري يتناسب معها ويخالف الأخرى، ثم ينتهي العمود بفاصل عبارة عن حكمة، أو قول مأثور يعتبر امتدادا للمادة السابقة، والعمود يشرح ويحلل المواقف والاتجاهات والأفكار المتصلة به بشكل جيد وفي أسلوب مقالي طيب.

إشراق:

- المحصلة النهائية لكل "جهد متكامل".. لا تكون سيئة.. ولا تكون محدودة.. ولا تكون ناقصة بالتأكيد.

- وعلى العكس من هذا، فإن كل خطوة "مبتورة" وكل عمل ناقص، لا يمكن أن يؤدي إلى نتائج "باهرة".

- والذين يتوقعون "المعجزة"، وينتظرون أن تتحقق لهم نتائج إيجابية، من خطوات هزيلة وضعيفة، وعاجزة، هم أناس "خياليون" لأنهم لم يدركوا حقيقة ما تعنيه "المعاناة" من عطاء متواصل, لا بد وأن تواجهه الكثير من المعوقات, ولكنه يستمر إلى النهاية, ليصل إلى مثل هذه النتائج بإصرار.

- والشاعر الذي قال: "وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام".. كان يدرك "أن أي شيء، لا يأتي من لا شيء"، وإن كل هدف يرسمه الإنسان لنفسه، لا يكفي لتحقيقه أن يجلس الإنسان مع نفسه، ويستعرض أحلامه، ويذهب إلى البعيد البعيد، ويرقص طربا، لمجرد أن هذه الأحلام، رائعة وجميلة.

- نعم.. قد تكون هذه الأحلام آية في الروعة والجمال, ولكن الأهم من روعتها هو توتر الإمكانية المطلقة لدى الإنسان لتحقيقها والسعي المستمر إلى ذلك.

- والذين "يضيقون" بالمحاولة، ويقطعون خطوات محدودة في الطريق الصعب، ثم لا يكلمون بقية طريق المعاناة، يشجعون الآخرين على "التشمت" بهم، والتقليل من شأن قدرتهم، ويعطونهم فرصة لتثبيت آرائهم في أذهان الناس، استغلالا لأي تراجع, أو ضعف في قوة تصميمهم وإصرارهم على المضي إلى نهاية الطريق.

- إن الإيمان بالهدف يضع في الإنسان قوة مستحيلة على التحدي والصبر، والتفوق.

<<  <   >  >>