وختاما لهذه النقاط السابقة، فإننا نتوقف قليلا عند عدد من الإضافات والملاحظات من بينها:
- أن بعض الأركان والزوايا والصفحات وأحيانا الملازم الخاصة قد تكون لها افتتاحياتها المرتبطة بها أشد الارتباط وأوثقه، والتي يكتبها محررها، وإذا كان بعض هؤلاء الزملاء يرى توقيع "افتتاحية الصفحة أو الركن أو الباب" باسمه الخاص فإن البعض الآخر لا يرى ذلك، ويتركها غفلا من التوقيع، وقد يتصادف -من هنا- أن يقوم محرر واحد بكتابة افتتاحية الصحيفة كلها، وكذا كتابته افتتاحية الباب الخاص أو الجزء أو الركن أو الصفحة التي يحررها، أو يقوم هو بالإشراف على هذا التحرير.
- أن العبرة ليست دائما بكتابة المقال الافتتاحي على أي شكل وفي أي موضوع، وإنما المقال الهام الذي يؤدي دوره الإعلامي الكامل، تماما كما أنه ليست العبرة بعدد من يطالعون المقال الافتتاحي أو يمرون عليه مرورا سريعا عابرا، بل بأعداد من يتوقفون عنده ويطالعونه على مهل ويفكرون في سطوره وكلماته وما يمكن أن تعكسه من أفكار وتوجيهات وتحذيرات، وما إلى ذلك كله، بينما يتجلى الأثر الأكبر لهذه المقالات الهامة في ما يمكن أن يحققه للمستوى الرفيع من القراء، من المتعلمين والمثقفين ومن الصفوة -بصفة عامة- حيث يكون له مردوده الإيجابي الذي ينتقل من هؤلاء وعلى ألسنتهم ومع أفكارهم إلى غيرهم من الطبقات بوصفهم من قادة الرأي أو الفكر في بلد ما في وقت ما، وفي ذلك يقول أحد المؤلفين:"فالملاحظ أن الذين يقرءون المقال الرئيسي هم الصفوة من الشعب الذين يقفون منه موقف القيادة في جميع ميادين الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية ويهيمنون على شئونه ويصرفونها حسبما يريدون"١.