وما دمنا نكتب أعمدة مقالية، لا إخبارية، واستنادا إلى أن التحرير يتألف في بساطة شديدة من الحصول على المعلومات والحقائق, والوصول إلى الآراء والمواقف والنتائج الهامة، وعرضها العرض اللائق الذي يجعل القراء يقبلون عليها ثم يفهمونها, انطلاقا من ذلك, وبحسب أن المقال العمودي هو رسالة قصيرة يومية أو أسبوعية أو دورية يكتبها كاتب مناسب إلى قارئ صديق يحدثه عن ظاهرة أو حقيقة أو قضية أو سلوك بهدف الإعلام والشرح والتفسير والتثقيف والإمتاع, وقيام الجسور الدائمة بين الصحيفة والمحرر من جانب والقراء من جانب آخر, وإلى تحقيق الربح المادي.
ما دامت هذه هي العوامل الثلاثة الأساسية التي تحكم "فلسفة" المقال العمودي، فإنها ينبغي أن تصب أولا وأخيرا في "التحرير الجيد والمتميز" والذي يرتبط بهذا الفن الإعلامي الإبداعي الصحفي قبل ارتباطه بغيره من الفنون التحريرية الأخرى, وحيث نجد أن لهذا التحرير معالم وملامح وخصائص نضيفها هنا إلى ما سبق تناوله منها، خاصة ما يتصل بالشكل العمودي، وصغر المساحة وما ينتج عنه.
أولا: في تحرير العنوان
- هناك عدة اتجاهات تحريرية تسيطر على تحرير عنوان العمود المقالي, ومن أهمها:
- اتجاه أول: وطابعه غالب يتمثل في كتابة اسم أو لافتة أو عنوان واحد رئيسي للعمود ثابت طبعا لا يتغير أبدا ويكتفى بهذا العنوان وحده، أي: يصير علما على جميع المقالات في جميع الأيام دون أن يتلوه أو يظهر بعده عنوان آخر وذلك مثل عنوانات: "فكرة, ما قل ودل، خاطر الصباح، نحو النور".
- اتجاه ثان: يتضمن الاسم أو اللافتة أو العنوان الرئيسي الثابت اليومي أو الأسبوعي