وبالإضافة إلى ما ورد عن تحرير هذا المقال خلال الصفحات والسطور السابقة، لا سيما ما يتصل منها بشكله ومضمونه ومحرره, وإذا كنا -كمقدمة- نعيد التذكير بإشارتنا السابقة أن مقال اليوميات الصحفية في صورته الأساسية أو القياسية، يكاد يتشابه مع عدة مقالات من مقالات الأعمدة الموجودة أو القائمة إلى جوار بعضها داخل إطار تحريري واحد، وبقلم محرر واحد، أو هي مقالة واحدة عمودية من تلك التي تحوي أكثر من فكرة واحدة كتبت بطريقة مسهبة -على الرغم من تعارض ذلك مع الأسس الفنية لتحريره- أو مقالة عمودية ذات فكرة واحدة اتبع محررها طريقة الإسهاب أيضا, وقام بتقسيمها إلى عدة فقرات تغطي كل فقرة منها عنصرا من العناصر أو تركها كنهر واحد.
إذا كنا نعيد التذكير بذلك؛ فلأن معناه هنا أن جانبا كبيرا من جوانب تحرير المقال العمودي الثابت المنتظم لكاتب واحد، أو المتغير لأكثر من كاتب -ولا أقول جميع الجوانب- تتشابه في كثير من الملامح والخصائص التحريرية، مع هذا المقال الأخير وذلك باستثناء طابع الاختصار والمساحة والفكرة الواحدة في أغلب الأحوال -كأصل وأساس- وما يتصل بذلك من ملامح وخصائص تحريرية.
ومن هنا، وفي ضوء ذلك كله فإننا نقول إن مقال اليوميات الصحفية، كغيره من المقالات، ومن فنون وأنماط التحرير بصفة عامة، يتألف من هذه العناصر والوحدات التحريرية المختلفة، التي تختص بدورها بهذه الخصائص.
تحرير عنوانات مقال اليوميات:
أولا: في تحرير العنوان الرئيسي.
وحي نجد أنفسنا كذلك أمام أكثر من اتجاه تحريري من أبرزها:
- الاتجاه الأول: وهو الاتجاه الرئيسي الغالب والمسيطر على أكثر أنواع الصحف والمجلات, وأهم معالمه أن يتكون العنوان من:
١- عنوان رئيسي ثابت يعتبر اسما للباب وعلامة عليه ويكون كلافتة١ ثابتة له، تعرف به ويعرف هو بها، وهذه اللافتة أو العنوان الرئيسي لا يضعها المحرر من عندياته، وإنما هيئة التحرير المشرفة على الصحيفة أو المجلة، وذلك منذ التفكير في كتابة اليوميات الذي قد يصاحب التخطيط الأول لإصدار الصحيفة ويرتبط به، وبوصف "اليوميات" تكون من معالم الصحيفة الرئيسية التي تعرف بها على مستوى التحرير والإخراج