- صورة أخرى من صور الارتباط بالقارئ بالنسبة لكاتب العمود الصحفي، استئذان ببدء الإجازة في أسلوب مختلف، بعض ما يتصل بالعلاقة بين كاتب العمود والقارئ, الأسلوب الصحفي البسيط والواضح مع بعض "اللمحات" أو "الدبابيس" التي تعكس شخصية الكاتب واهتماماته وطريقته الخاصة في الكتابة.
يوميات:
أرجو أن أستأذن من القراء الأعزاء، في إجازة من كتابة هذه اليوميات، بضعة أسابيع قليلة.
إن انقطاع الكاتب -بإرادته- عن التواصل مع قرائه، دائما قرار صعب؛ لأن الكاتب يتغذى من هذا التواصل، والحوار مع القراء، واستلهام رسائلهم، ومعرفة النبض الحقيقي لكل الفئات من هذه الرسائل.
وأي موضوع حيوي يثيره الكاتب، يتلقى بعده دائما رسائل تهاجمه، ورسائل تؤيده ورسائل تطور له أفكاره وتزيد عليها.
أو قد يكتب الكاتب عن أمر يظنه بسيطا، فإذا به يفاجأ بأنه لمس عصبا حساسا لدى الرأي العام, ويكتشف أن ما كتب عنه -عرضا- هو أمر بالغ الأهمية لدى قطاعات واسعة، ومن هذا أيضا يتعلم الكاتب.
والكاتب حين ينقطع عن الكتابة يشعر بوحشة وعزلة شديدتين, يشعر كأنه فقد بعضا من حواسه الخمس، التي بها يلمس الأشياء، ويشم رائحتها، ويراها ويتأملها.
ولكن الأطباء كان رأيهم قاطعا حازما في ضرورة هذه العزلة بعضا من الوقت، وأخذ إجازة من اقتتال اللبنانيين، وحروب العراقيين والإيرانيين، وانشقاق الفلسطينيين، ومغامرات العقيد في تشاد، والقوائم المطلقة في مصر، وضجيج القاهرة الرهيب!