للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ليس غلقا إداريا قد تحصل بسبب تجاوز التسعيرة أو البيع خارج التموين أو التلاعب في البطاقات الفئوية أو الحمصية أبدا.

إن دكان صندوق الدنيا لا يغلق غلقا إداريا, إنما يغلقه المعلم صاحب الدكان بسبب سفره إلى الأرض الحجازية، حتى يعود بلقب الحاج فيزداد غشا للزبائن ويزداد خداعا لهم، ويقول صاحب الدكان إنه سيتوب هذه المرة، ولكنني أؤكد لكم إنني لا أصدقه، أنا الصبي البسيط الذي يعمل في الدكان ويتعرض لبطش المعلم حين يبطش بنا.

على أي حال..

لقد أعلن المعلم أن دكان صندوق الدنيا في حاجة إلى بياض وتنظيف وترتيب وغسيل.

صرح بأنه ذاهب ليحج عن صديق قديم من أصدقائه مات قبل أن يحج، سمعناه يقول إنه ينوي الحج عن أمين فهمي, رحمه الله رحمة واسعة.

على أي حال سيغلق الدكان أسبوعين أو ثلاثة, وسنكتب على الدكان بالقلم الكوبيا أن صاحبه ذهب لأداء فريضة الحج.

وهذا يعني أننا سنرسم جملا وهلالا على باب الدكان عندما يعود, وسوف يقع رسم الجمل على كاهلي، ولن يعجب المعلم، وسيقول عليه إنه حمار ولا يشبه الجمل, إن المعلم لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب.

بصراحة..

أقول لكم إني سعيد.. نحن صبيان المعلم لا نكاد نجد فرصة نلتقط فيها أنفاسنا وهو موجود, إن الشغل لا يعجبه، وهو دائم الزعيق دائم الشكوى.

ونحن نرتاح منه صارحة حين يذهب إلى الحج أو العمرة, أطال الله فترات غيابه، وجعله دائما على سفر هذا أدعى إلى السلامة والراحة.

المعلم قادم يجمع أشلاء حقيبته وسوف أنصرف قبل أن يراني.

<<  <   >  >>