"سلوكيات" بعض الأطباء وفي السادس يتناول موضوع الضرائب وفي السابع يتناول بعض القصص الشعبية المرتبطة بيوم وطني, وفي الثامن يكتب عن فريق رياضي قومي فائز ببطولة، وفي التاسع يعرض تاريخ قريته وأهم الأحداث التي مرت بها, وفي العاشر يقدم حوارا مختصرا دار بينه وبين عالم معروف, وفي الحادي عشر يقدم ديوان شعر أهداه صاحبه إليه, وفي اليوم الثاني عشر يقدم انطباعه عن المطار من خلال استقباله الصديق, وفي الثالث عشر يعلق على نتيجة الثانوية العامة, وفي الرابع عشر يقدم للقراء فنانا جديدا شابا, وفي اليوم الخامس عشر يقدم أفكارا جديدة لزائر ضيف لمكتبه, وفي اليوم السادس عشر ينبه إلى خطأ مطبعي ورد بمصحف شريف لا يعرف مكان طباعته, وفي اليوم السابع عشر يتحدث عن الضجيج الذي تسببه مكبرات الصوت في ناد قريب لمنزله, وفي اليوم الثامن عشر يعرض لبعض الدروس المستفادة من حرب لبنان، وفي اليوم التاسع عشر يقدم مختصرا لبحث قرأه عن تأثير فوضى استخدام الأدوية بدون استشارة الطبيب على صحة الناس، إلخ، وهكذا تتنوع المقالات والمجالات والموضوعات ويصبح عليه هنا -بحق- أن يأخذ من كل بستان زهرة، وأن يرشف من كل بحر قطرة، بل لماذا لا نقول إن عليه أن يكون مستعدا للكتابة والحديث في أي مجال, وأن يكون من قبل "الموسوعيين" ومن على شاكلتهم.
وقد يقول قائل هنا: ولكن مثل هذا الكاتب يكون تحت يديه الكثير من مصادر المعلومات, والتي يمكنه الاستعانة بها لحظة جلوسه إلى كتابة مقاله، فلماذا نشترط كل هذا القدر من الثقافة؟
والإجابة أن ذلك كله صحيح، ولكن كتابة مثل هذه المقالات عند كثيرين، يعتبر نوعا من العمل "الإبداعي" الابتكاري، الذي يمكن أن تعوقه -بشكل ما- الاستعانة بكتاب أو مرجع، أو تعرقل فكرة هامة طرأت على ذهن كاتبه، أو تذهب بها أدراج الرياح، حيث يصعب الحصول عليها أو اصطيادها بعد ذلك، بالإضافة إلى أن تألق لحظة الكتابة قد لا يستجيب تماما، مع الحصول الوقتي السريع على المعلومات.
وأن المعلومات التي تتضمنها مقالة العمود، هي تلك الراسخة في فكر المحرر وفي مخيلته وضميره أيضا منذ فترة ليست بالقصيرة، تلك التي تظهر في الوقت المناسب, والأمثل بالأسلوب الذي يعكس موهبته، وثقافته في آن واحد.
٢- ولأنه ينبغي أن يكون مع الناس ولهم وبهم ومن أجلهم يفكر ويكتب ويبدع.