للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العالمية في عصور ازدهارها المختلفة لم تعدم وجود لون من الإنتاج الفكري الذي يمكن اعتباره من المقدمات الأولى لفن المقالة، أو من جذورها الضاربة في أعماق الفكر البشري، كما نحب أن نستخدم هذا التعبير.. وذلك على الرغم من:

- عدم وجود المطبعة.

- عدم معرفتنا بأسماء الكتاب إلا فيما ندر.

- عدم استخدام كلمة مقالة أو معرفتها أصلا.

وهكذا كان الحال بالنسبة لعدد كبير من ألوان الإنتاج الفكري القديم نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر هذه الصور والمشاهد كلها:

١- ما يؤكده "ألن شورتر" من أن المصريين القدماء: "كانوا يغرمون دائما بالتعبير عن أفكارهم عن السلوك الشخصي في صورة نصائح مثل كتاب الأمثال في التوراة، وكان من عادة الكاتب أن يضعها على لسان رجل عظيم من عصر قديم يكون قد اشتهر بالحكمة"١.. ولعل من أقدم ما وصلنا عن هذه الحكم "المواعظ التي تمثل أقدم جذور لفن المقال بأنواعه المختلفة نصائح الوزير القديم جدا "كاجمني" أو "كاجمنا".. الذي كان وزيرا للبلاط الملكي في عهد الملك "سنفرو" -الذي تتخذ محافظة بني سويف من صورة هرمه شعارا لها- وهو من الأسرة الثالثة، وله كتابات عديدة من هذا الطراز تتصل بآداب السلوك الإجماعي والذوق العام وآداب الزيارة والمائدة ومن النوع الأخير -آداب المائدة- قوله في هذه العبارة:

"إذا جلست مع أشخاص كثيرين فاصطنع كراهية الطعام حي ولو كنت شديد الرغبة فيه, إن الأمر لا يستلزم وقتا طويلا لضبط النفس وإنه لمن المشين أن تكون نهما، تعس هذا الرجل الشره من أجل جسده"٢.

٢- على أن أهم هذه النوعية وأبعدها أثرا -من الجذور المصرية القديمة- ما عرف


١ ألن شورتر: ترجمة نجيب ميخائيل إبراهيم: الحياة اليومية في مصر القديمة" ص١٢٢.
٢ المصدر السابق ص١٢٣.

<<  <   >  >>