كما يحتاج أيضا إلى أن يحيط بأسبابها واحتمالات تطورها مع توجيهه وإرشاده وأحيانا دعوته إلى اتخاذ موقف بشأنها١.
ولكن لماذا يحتاج القارئ إلى كل ذلك؟
إنه إنعكاس لما يدور في عالم اليوم، وأثره على القراء، ومسئولية الصحافة -ممثلة في كتابها- في مواجهة ذلك كله.
- فهناك ذلك التعدد الكبير في المذاهب السياسية والفكرية والاجتماعية وما أسفر عنه ويسفر كل يوم من منازعات محلية وإقليمية ودولية، يقف القارئ حيالها وهو في أشد حاجة إلى من يقوده بينها إلى بر الأمان، لا سيما القارئ العربي والمسلم، الذي تستهدفه بعض هذه المذاهب من أجل زعزعة ثقته في دينه ومبادئه ومثله وأخلاقه, ووطنه أيضا، بما يضاعف من مسئولية المقال وكتابه من أجل درء هذه الأخطار والدفاع عن هذه الأعمدة، وفضح محاولات التضليل من جانب أصحاب هذه المذاهب، وأعلامهم الذي يحاول أن يبذر بذرتها وأن يبشر بها في مجتمعنا العربي والإسلامي.
- بل إن هناك الحاجة الشديدة والمتزايدة إلى التعريف بديننا الحنيف وما يحض عليه، وبركائزه وأبعاده وأسسه التي يقوم عليها، وما يحث عليه من فضائل وما يدفع إليه من مواقف تحق الحق وتنصر الضعيف وتدافع عن المظلوم وتردع الظالم.
- والحاجة شديدة أيضا إلى ألوان المقالات المختلفة من تلك التي تقدم التجارب الرائدة والمواقف الشجاعة والقصص المعلمة والقدوة الحسنة والأنموذج النابه وسط تيارات العصر التي تعصف بالقراء، والشباب منهم على وجه الخصوص, وتجعله يعيش قلقا وحائرا ومترددا، بينما يستطيع كتابها أن يحسنوا قادته وأن يضيئوا -بفكرهم وضميرهم اليقظ- طريقه.
- ولماذا لا نقول أن هناك الثغرات العديدة في البناء العربي، والمسافات البعيدة بين العقل العربي والعقل الآخر، بما يبعد أبناء الأمة الواحدة عن التواد والتعاطف والتضامن، وفي يد كتاب المقالات أن يحاولوا سد هذه الثغرات ورأب الصدع
١ محمود أدهم: فن المقال الصحفي" محاضرات ألقيت على طلاب جامعات الملك سعود والإمارات العربية المتحدة والإمام محمد بن سعود الإسلامية.