- وهذه القراءة نفسها لمقالات الآخرين، بلغته وبغير لغته، يكون لها أثرها في التمرس بأفكارهم والتعرف عليها ونقدها والخروج من خلالها بأفكار جديدة، فضلا عما يتيحه ذلك من التعرف على كتابات الآخرين، وأساليبهم وأنماطهم البلاغية، وأطرهم التي يضعون مادتهم خلالها وما إلى ذلك من "آثار مقالية" تقدم له الدراية بها ووضعها في دائرة الضوء الكثير من الخبرات الكتابية والممارسات التحريرية نفسها, وشتان بين كاتب يقرأ لغيره، ويوميا، وكاتب لا يقرأ، أو يقرأ ما يكتبه فقط.
- إدراكه لأهمية وجود "أجندة" عنده أو "قائمة انتظار للأفكار" يدون فيها أفكاره التي سوف يتناولها أو يمكن أن يتناولها في وقت ما, ويحدد هذا الوقت كما يدون فيها أيضا مشروعات "العناصر" الرئيسية لتناول هذه الأفكار.
- ما يمكن أن تحدثه استجابة القراء وتشجيع المسئولين وإحساس السلطات بقيمة ما يكتب، وأثر ما يقدم.
- شخصيته القوية في غير تصلب، الشديدة في الحق وما أجله، المحبوبة من الزملاء والأصدقاء والقراء والمجتمع كله.
وبقدر توافر هذه العوامل -كلها أو بعضها- بقدر ما يتحقق وجود "المقال الصحفي الأنموذجي" الذي يقف من ورائه فكر خبير، وموهبة مبدع، ورأي مجرب، وموقف مسئول وقائد اجتماعي.
بقدر توافرها يكون مستوى المقال ومكانته وتأثيره وردود أفعاله ونتائجه.
وصدق الحق تبارك وتعالى القائل في محكم كتابه العزيز:{إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} .