للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التي تناولت الأعمال الداخلية وبررتها, وراحت تكيل المديح للوالي والثناء على نهضة البلاد على يديه وعلى حكمه العادل.

حتى بدأت سيطرة المقالة مع ازدياد وقع أقدام جيوش الوالي المحاربة، واعتراضها لكل ما يقف في طريقها حتى السلطان التركي نفسه، ومع غضب الأخير وانبهار الدول الأوروبية وخوفها وقلقها ثم اجتماعها عليه وتحطيمها لأسطولة في موقعة "نافارين" البحرية.

٢- وقد استمر الاهتمام بالمقالة في الصحف العربية التي صدرت بمصر بعد ذلك لا سيما صحف: "السلطنة ١٨٥٧، يعسوب الطب ١٨٦٥ للمقالات العلمية خاصة، وادي النيل ١٨٦٦، نزهة الأفكار ١٨٦٩, روضة المدارس ١٨٧٠، وعند الأخيرة تتوقف قليلا لنقرأ مما يتصل بهذا الموضوع نفسه عن قرب.

فصحيح أن مادتها قد غلب عليها الطابع المدرسي أولا، العلمي ثانيا، ولكن من الصحيح أيضا القول أن اهتمامها بمختلف أنواع المقالات أدبية وعلمية وتعليمية واجتماعية وفكاهية وتاريخية.. قد جاء بشكل لم يحدث من قبل في الصحافتين المصرية والعربية، أما المقالات السياسية فإنها بعدت عنها قدر الاستطاعة, إلا ما تسلل منها إلى مادة بعينها لا سيما مدح الوالي خلال سطور مقالاتها الافتتاحية.. ولعل ذلك كان من الأسباب التي أتاحت الفرصة لنشر المقالات الأخرى. كما عنينا هنا كذلك أن كبار كتاب مصر قد ساهموا بمقالاتهم التي غطت جميع الصفحات وكان من بينهم على سبيل المثال لا الحصر هؤلاء جميعا: "رفاعه رافع الطهطاوي، على مبارك, علي فهمي رفاعة١، عبد الله فكري، إسماعيل الفلكي، صالح مجدي, حسونة النواوي, حسين المرصفي" وغيرهم, وحيث نستطيع أن نقول إن "روضة المدارس" كانت مدرسة كبرى لكتابة فن المقالة والتدريب عليها ذلك لأنها: "لم تسد الطريق على أي كاتب مهما يكن شأنه حتى ولو كان تلميذا بالمدارس"٢ فضلا عن براعة الكتاب السابقين، وتنوع اهتمامات المجلة وكثرة توزيعها.


١ وهو ابن الرائد الفكري الصحفي "رفاعة رافع الطهطاوي" وكان يعمل معلما للإنشاء بمدرسة الإدارة والألسن وكان يعمل رئيسا لتحريرها.
٢ محمد عبد الغني حسن، وعبد العزيز الدسوقي "روضة المدارس" ص٤٣.

<<  <   >  >>