ويسمع أجمل عباراتها وموسيقاها وأن يجد في ذلك متعة.
والسؤال: وإذا لم يجد متعة؟
والجواب: إذا لم تمتعه القراءة فليغير نوع الذي يقرؤه.. وإذا لم تمتعه الموسيقى فليغير نوعيتها، لكن لا بد أن يقرأ وأن يسمع.
ويجيء السؤال: ويكون أديبا؟
والجواب: الإنسان لا يكون أديبا ولا فنانا, وإنما يولد أديبا وفنانا وشاعرا.. فالأدب موهبة.. وما دامت موهبة فهي تنمو رغم أي شيء.
والسؤال: ويكون ناجحا بعد ذلك؟
والجواب: النجاح قسمة ونصيب.. ففي هذه الدنيا ينجح صاحب الحظ ولا ينجح صاحب الموهبة.. وينجح الصبور الذي لا موهبة له، ولا ينجح صاحب الموهبة العصبي المتعجل.. وينجح صاحب العلاقات ولا ينجح المنطوي.
والسؤال: ما هي قاعدة النجاح؟
والجواب: قد تكون القاعدة أنه حيث لا يوجد قانون، فالعلاقة الشخصية هي القانون.
والسؤال: الوصوليون ينجحون والأصوليون يفشلون؟
الجواب: ليس دائما.
والسؤال: إذن لا أمل في أن يكون النجاح على أسس أخلاقية أو علمية.
والجواب: لا علاقة للنجاح بالأخلاق, كثيرا ما نجح اللصوص والانتهازيون والمبتزون.. وكثيرا ما نجح الأخلاقيون المجتهدون، ولكن إذا كانت السرقة أسرع، فإنني أفضل النجاح البطيء مع الأخلاق.
والسؤال: وأنت نجحت؟
والجواب: إنني ما زلت أحاول؟
والسؤال: هل يظل الإنسان يحاول؟
والجواب: ما دمت حيا فعليك أن تحاول.. تماما كالمشي.. فالمشي معناه أنك في محاولة مستمرة ألا تكون ضحية للجاذبية الأرضية.
أنيس منصور