يقدمها لنا؛ لأنه بمجرد شمها فقط تزيد كيلو غرام على الأقل فكيف هو الحال إذا أقدمت على أكلها، المهم حاولنا مرارا وتكرارا أن نتجنب الشيف "سيف" ولكنه يظهر لنا من حيث لا نعلم, ويلتف حولنا كما دودة القز فيبادرنا قائلا إيه يا بهوات ما قلتوليش حتكلوا إيه النهاردة على الغدا, ما قلتوليش حتكلوا إيه النهاردة على العشا، الفطار يا بيه أنا عامل لكم فول وحمص أنما إيه. جبتلكم حمام بالفريك من سالزبورغ إنما إيه، عملت لكم كفتة وكباب إنما إيه، أعتقد أن الباميا بالرز مع الشعرية حتكلوها النهاردة على العشا، مش كده ولا إيه، ويلاحقنا من مكان إلى مكان ونحاول أن نصده فلا نقوى على سماع كلمة حمام أو فول أو باميا نستسلم له من أول ابتسامة. حاولنا مرارا أن ندخل من الباب الداخلي للفندق ولكنه كان لنا بالمرصاد, اقترح أحدنا أن ننزل بالبراشوت من السطوح فلم تنجح الفكرة؛ لأننا لا نعرف الهبوط بها، فكرنا باغتياله لعل وعسى نرتاح من الأكل الدسم الذي زاد في وزن كل واحد منا خمس كيلوا غرامات على الأقل.
وأخيرا حدث ما لم يكن بالحسبان, سمع البرفيسور هيس بالموضوع وزمجر وغضب مدعيا أننا نفسد علاجه وبالتالي نجلب السمعة البطالة لبادغشتاين، وخيرنا بين أن يستمر هو في علاجه معنا أو يتركنا تحت رحمة الشيف سيف, وأنتم تعرفون النتيجة.
الثلاثاء: الخلافات.. والوساطات.:
يقف المواطن العربي اليوم مشدوها أمام الخلافات في العالم, والتي تقوم بين الدول وتكون لها أسبابها المتعددة فتختلف من قضية إلى أخرى، أما عندنا وبكل بساطة فإنك تجد على الساحة العربية كل المشاكل السياسية الموجودة في العالم أجمع لكن على شكل أضخم وأعقد، ولكن الذي يحيرني شيء واحد فقط, وهو مسألة الخلافات والوساطات بين الدول العربية، فالملاحظ أنها تقع بين كل الدول العربية باستثناء دول الخليج التي تقوم دائما بدور الوسيط, ولا أعني دول الخليج كلها، ولكن الدول الغنية جدا نفطيا فقط مثل السعودية والكويت وقطر, والذي يحيرني أن الواسطة دائما تكون خيرة من هذه الدول الخليجية الغنية وتنجح وساطتها، ولكن بعد مرور زمن غير طويل تتجدد الخلافات العربية المشرقية والمغربية فتباشر دول الخليج الغنية نفطيا وساطتها الناجحة دائما في فترات تطول وتقصر على حسب "حجم" الوساطة؛ لهذا نقدم هذه الظاهرة مجانا لدارسي العلوم السياسية والاقتصادية لتقديم رسالتهم