للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأجمع النحاة أن مضافا إليه محذوف في مثل: "قطع الله يَدَ ورجلَ من قالها", واختلفوا من أي الكلمتين حُذف من يد أو رجل، واختار رأي سيبويه القائل بأن المضاف إليه المحذوف مع رجل لا يد١. وكان يقول: لا يثنى "بعض" ولا يجمع حملا على "كل" لأنه نقيض، وحكم النقيض أن يجري على نقيضه٢. وكان يختار مذهب سيبويه في أن عسى في مثل "عساي وعساك" خرجت عن بابها وعملت عمل لعل٣. وكان يقول: لا يضاف من ظروف المكان سوى حيث٤. وكان الجمهور يذهب إلى أن الحرف معناه في غيره, وذهب إلى أنه يدل على معنى في نفسه٥. وكان يرى رأي ابن عصفور في العطف على محل الجملة في التعليق بالنصب, مستدلين بقول كثير:

وما كنت أدري قبل عزة ما البكا ... ولا موجعات القلب حتى تولت

بعطف كلمة موجعات على جملة "ما البكا"٦. وكان يقول: إنما كُسرت النون في المثنى لسكونها وسكون الألف قبلها٧! وله تعليلات مختلفة ساق منها السيوطي أطرافا٨. وكان يذهب مع أستاذه ابن مالك إلى جواز مجيء المبتدأ مؤخرا نكرة مع جملة سابقة له مثل: "قصدك غلامه رجلٌ"٩ والأولى أن تكون رجل فاعلا مؤخرا. ونص على أن "لو ما" مثل لولا تماما يحذف بعدها الخبر ويذكر الجواب مثل: "لوما محمدٌ ما جئت"١٠.

وربما كان أنبه تلاميذ أبي حيان, ابن١١ أم قاسم الحسن بن قاسم المتوفى سنة ٧٤٩ للهجرة, وأم قاسم جدته لأبيه, نُسب إليها. وله شرح على المفصل للزمخشري وثانٍ على التسهيل وثالث على الألفية لابن مالك. وتحتفظ كتب النحو له بآراء مختلفة، من ذلك أنه كان يرى أن المحذوف في "إنا وأنا ولكنا" النون


١ الأشباه والنظائر ١/ ٤٢.
٢ الأشباه والنظائر ١/ ١٩٦.
٣ نفس المصدر ١/ ٢٢٩.
٤ الأشباه والنظائر ٢/ ٨٨.
٥ الهمع ١/ ٤, والأشباه والنظائر ٣/ ٢.
٦ المغني ص٤٦٧.
٧ الأشباه والنظائر ١/ ١٩٦.
٨ انظر الأشباه والنظائر ١/ ٢٤٢، ١/ ٢٦٢، ١/ ٢٧٠، ٢/ ٨٨.
٩ الهمع ١/ ١٠١.
١٠ الهمع ١/ ١٠٥.
١١ انظره في البغية ص٢٢٦.

<<  <   >  >>