للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأولى لا الثانية لأنها اسم، والحروف أولى بالحذف من الاسم١. وكان يتصدى لأستاذه أبي حيان كثيرا، وخاصة حين يعارض ابن مالك، ونراه يحكي عبارته حينئذ بصيغة قيل٢، ومما عارضه فيه منحازا لابن مالك أن حرًى من أخوات كاد وليست اسما منونا بمعنى حقيق٣. وقد أنكر رأيه في جواز حذف العائد المتصل بليت في مثل: "جاء الذي ليته زيد"٤, وأكبر الظن أنه آن أن نفرد حديثا أكثر تفصيلا لأهم نحوي مصري ظهر في القرن السابع الهجري, وهو ابن الحاجب.

ابن ٥ الحاجب:

هو جمال الدين عثمان بن عمر بن أبي بكر المتوفى سنة ٦٤٦ للهجرة، ولد في "إسنا" بصعيد مصر سنة ٥٧٠ ونشأ بالقاهرة، وأكب على الدرس والتحصيل حتى أصبح عَلَما في الفقه على مذهب مالك وفي الأصول والنحو. وكان أبوه حاجبا للأمير عز الدين موسك الصلاحي, فغلبت عليه النسبة إلى وظيفته. ورحل إلى دمشق، وأقبل الطلاب يفيدون من علمه الغزير هناك، ثم عاد إلى القاهرة فدرّس النحو بالمدرسة الفاضلية، ثم نزل الإسكندرية ولم تطل إقامته بها، إذ سرعان ما لبى نداء ربه. وله مصنفات كثيرة في الفقه المالكي والأصول والعروض، ولكن شهرته طبقت الخافقين بما صنفه في النحو، وأهم مصنفاته فيه الكافية وهي مطبوعة مرارا بشرح الرضي الإسترابادي وغيره، وشرح له الرضي أيضا الشافية، وهي في فن التصريف وشرحه مطبوع. وفي دار الكتب المصرية مخطوطة من أماليه النحوية في أكثر من ستمائة وخمسين صحيفة.

ولابن الحاجب آراء كثيرة اتفق فيها مع بعض النحاة وأخرى خالف فيها جمهورهم،


١ الهمع ١/ ٦٤.
٢ الهمع ١/ ٧٢.
٣ الهمع ١/ ١٢٨ وما بعدها.
٤ الهمع ١/ ٩٠.
٥ انظر في ترجمة ابن الحاجب: الديباج لابن فرحون ص٣٧٢, وطبقات القراء للجزري ١/ ٥٠٨، وشذرات الذهب ٥/ ٢٣٤, وطبقات القراء للذهبي ٢/ ٢٠١، وذيل الروضتين ص١٦٠، ١٨٢, وتاريخ ابن كثير ١٣/ ١٧٦، وبغية الوعاة ص٣٢٣.

<<  <   >  >>