للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من ذلك ذهابه -مع الجمهور- إلى أن الإعراب لفظي لا معنوي١. وكان يرى أن الأسماء "قبل تركيبها في صيغ وعبارات" مبنية٢, وأن "ذان وتان" الإشاريتين وُضعتا للمثنى وليستا مثنيين حقيقيين، ومعنى ذلك أن ذان صيغة وضعت للرفع وذين صيغة أخرى وضعت للنصب والجر٣، ومثلها تان. وذهب جمهور النحاة إلى أن مثل "غلامي" مبني لإضافته إلى مبني، وخالفهم ابن الحاجب فعدّه معربا مقدرا إعرابه بدليل إعراب نحو: "غلامه وغلامك"٤. وذكر النحاة أن من مسوِّغات الابتداء بالنكرة أن يسبقها استفهام مثل: "أتلميذٌ في الفَصْل؟ " وقصر ابن الحاجب ذلك على همزة الاستفهام المعادلة بأم مثل: "أرجلٌ في الدار أم امرأة؟ "٥ واضطرب النحاة بإزاء قول الحكمي:

غيرُ مأسوفٍ على زمن ... ينقضي بالهم والحزن

فقال بعضهم: غير مبتدأ لا خبر له، وقال ابن جني, وتبعه ابن الحاجب: إن "غير" خبر مقدم محذوف مبتدؤه، إذ الأصل: زمن ينقضي بالهم والحزن غير مأسوف عليه، ثم قدمت غير وما بعدها، ثم حذف زمن -وهو المبتدأ- دون صفته، فعاد الضمير المجرور بعلى على غير مذكور فأتى بالاسم الظاهر مكانه٦, ومما اتفق فيه مع أبي علي الفارسي جواز تذكير الفعل مع فاعله إذا كان جمع مؤنث سالما، فتقول: قال الزينبات وقالت٧. وكان يذهب -مع الزمخشري- إلى أن لام الابتداء هي التي تكون مع المبتدأ وحده في مثل: "لزيد قائم" ولقائم زيد، أما ما سوى ذلك فسمى اللام فيه لاما مؤكدة مثل: "إن محمدا لقائم"٨. وكان يذهب معه ومع الكوفيين في الفاعل السادّ مسد الخبر مع الوصف, أن يكون اسما ظاهرا


١ الرضي على الكافية ١/ ١٥, وانظر الهمع ١/ ١٤.
٢ الرضي على الكافية ١/ ١٤، ٢/ ٢.
٣ الرضي ٢/ ٢٩، والمغني ص٣٨، والهمع ١/ ٤٢.
٤ الرضي ١/ ٣٠.
٥ الرضي ١/ ٧٩ وما بعدها, والمغني ص٥٢٢.
٦ المغني ص١٧٢.
٧ الرضي ١/ ١٥٨, وانظر حاشية الشيخ يس على شرح التصريح على التوضيح "طبعة عيسى البابي الحلبي" ١/ ٢٨٠.
٨ الرضي ٢/ ٣١٤، ٣٣٠، والمغني ص٢٥٢.

<<  <   >  >>