للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مثل: أقائم الزيدان؟ لا ضميرا مثل: أقائم أنتما؟ ١. وكان يذهب مذهبه ومذهب الكوفيين في أنه لو تلت "لو" أن المؤكدة كانت هي وما بعدها فاعلا بفعل مقدر تقديره: ثبت٢. وكان يذهب إلى أن "إلا" لا يوصف بها مثل غير إلا إذا كانت تالية لجمع منكر غير محصور مثل: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} ومثل: "ما جاءني أحد إلا زيد" بخلاف: "له علي عشرة إلا درهما" فإنه يتعين حينئذ أن تكون إلا حرف استثناء٣. وكان يذهب في تخريج المسألة الزنبورية في رواية الكسائي: "فإذا هو إياها" مذهبا بعيدا، إذ يجعل كلمة إياها منصوبة على الحال من الضمير في الخبر المحذوف، والأصل: فإذا هو ثابت مثلها، ثم حُذف المضاف فانفصل الضمير وانتصب في اللفظ على الحال على سبيل النيابة، قال ابن هشام: وهو وجه غريب٤. وكان يرى مع الزجاج أن المضاف إليه مجرور بتقدير حرف مثل: "اللام وفي ومن" لا بالمضاف كما ذهب سيبويه٥. وكان يزعم أن من العرب من يصرف سراويل وأنكر ابن مالك ذلك عليه٦. وكان يرى أن ما المصدرية قد تعمل عمل أختها أَنْ كما في الحديث: "كما تكونوا يولَّى عليكم" ٧, ومما انفرد به ذهابه إلى أن المفعول المطلق قد يكون جملة، وجعل من ذلك مقول القول في مثل: "قال زيد: عمرو منطلق" وذهب إلى أن المفعولين الثاني والثالث لأنبأ في مثل: "أنبأت زيدا عمرا فاضلا" مفعول مطلق لأنهما نفس النبأ، يقول ابن هشام: "وهذا الذي قاله لم يقله أحد ولا يقتضيه النظر الصحيح٨. وقد ذهب مع الزمخشري إلى أن {السَّمَاوَاتِ} في قوله عز شأنه: {خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ} مفعول مطلق لا مفعول به٩.

وكان ابن الحاجب دقيق النظر، فخاض في تعليلات كثيرة مستنبطا منها


١ الرضي ١/ ٧٧, وشرح التصريح على التوضيح ١/ ١٥٧، والمغني ص٦١٥.
٢ الرضي ٢/ ٣٦٣، والهمع ١/ ١٣٨، وانظر المغني ص٥٦٣ وموافقته الكوفيين في باب التنازع.
٣ الرضي ١/ ٢٢٥.
٤ المغني ص٩٧.
٥ الرضي ١/ ٢٢٥, والهمع ٢/ ٤٦.
٦ أوضح المسالك لابن هشام "بتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد" طبع القاهرة ٣/ ١٤٢.
٧ المغني ص٧٧٩.
٨ المغني ص٧٣٧، وانظر ص٤٨٩.
٩ شرح التصريح ١/ ٧٩.

<<  <   >  >>