* * قلت: اللّحن: أَصله الْعُدُول عَن طَرِيق الصَّوَاب وَهُوَ ضد النَّحْو فَإِنَّهُ قصد الطَّرِيق الصَّوَاب، وَالْمرَاد هَا هُنَا: تكلمُوا بِكَلَام يفهم مِنْهُ الْغَرَض وَلَا يفهمهُ غَيرنَا. وَهَكَذَا المعاريض والتورية، وَهُوَ أصل فِي جَوَاز الْكِنَايَة بالمظنات وبالمرجمات. وَيحْتَاج الْمَرْء إِلَى ذَلِك إِمَّا دينا أَو دنيا حَيْثُ يحْتَاج إِلَى الكتمان. وعَلى هَذَا حمل قَوْله:منطق صائب وتلحن أَحْيَا ... نَا وَخير الْكَلَام مَا كَانَ لحناأَي توري فِي كَلَامهَا وَتعرض. وَبِهَذَا فسره الْحجَّاج بن يُوسُف لامْرَأَته هِنْد بنت أَسمَاء، وَكَانَت أُخْت هَذَا الشَّاعِر مَالك بن أَسمَاء. وَبلغ الحَدِيث الجاحظ وَقد فسر الْبَيْت فِي كتاب الْبَيَان "والتبيين" بِأَن المُرَاد باللحن الْخَطَأ فندم، واعترف بِأَنَّهُ أَخطَأ، فَقيل لَهُ: هلا تغيره؟ فَقَالَ "كَيفَ؟ " قد سَارَتْ بِهِ البغال الشهب وأنجد "فِي الْبِلَاد" وغار. وَفِي الحَدِيث مَا يدل على أَنه لَا يجوز التخذيل وَلَا إِشَاعَة الْأَخْبَار الموهنة للْمُسلمين وَإِن كَانَت صَحِيحَة، بل تطوى {وَمن يتق الله يَجْعَل لَهُ مخرجا} وَالله أعلم "انْظُر الرَّوْض الْأنف ٢/ ١٩٠".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute