للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المستهزئون]

قَالَ أَبُو عمر رَضِي اللَّه عَنهُ: وَكَانَ المستهزئون١ الَّذين قَالَ اللَّه فيهم: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} عَمَّهُ أَبَا لَهب، وَعقبَة بْن أبي معيط، وَالْحكم بْن أبي العَاصِي، وَالْأسود بْن الْمطلب بْن أَسد أَبَا زَمعَة، وَالْأسود بْن عَبْد يَغُوث، والعاصي بْن وَائِل، والوليد بْن الْمُغيرَة، والْحَارث بْن غيطلة السَّهْمِي وَيُقَال لَهُ ابْن الغيطلة.

وَكَانَ جِبْرِيل مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بعض وقفاته مَعَه، فَمر بهما من الْمُسْتَهْزِئِينَ الْوَلِيد بْن الْمُغيرَة وَالْأسود بْن الْمطلب، وَالْأسود بْن عَبْد يَغُوث، والْحَارث بْن غيطلة، والعاصي بْن وَائِل، وَاحِدًا بعد وَاحِد. فَشَكَاهُمْ رَسُول اللَّه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَى جِبْرِيل، فَأَشَارَ إِلَيْهِ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام، وَقَالَ: كَفَيْتُكَهُمْ. فهلكوا بضروب من الْبلَاء والعمى قبل الْهِجْرَة.

وَفِيمَا لَقِي بِلَال وعمار والمقداد وخباب وَسعد بْن أبي وَقاص وَغَيرهم مِمَّن لم تكن لَهُ مَنْعَة من قومه من الْبلَاء والأذى مَا يجمل أَن يفرد لَهُ كتاب، وَلَكنَّا نقف فِي كتَابنَا عِنْد شرطنا، وَبِاللَّهِ توفيقنا.

فَلَمَّا اشْتَدَّ بِالْمُسْلِمين الْبلَاء والأذى وخافوا أَن يفتنوا عَن دينهم، أذن اللَّه لَهُم فِي الْهِجْرَة إِلَى أَرض الْحَبَشَة، وَقَالَ لَهُم رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سِيرُوا إِلَيْهَا فَإِن لَهَا ملكا لَا تظْلمُونَ عِنْده" *.


١ نقل ابْن سيد النَّاس فِي ١/ ١١٣ هَذِه الْفَقْرَة الْخَاصَّة بالمستهزئين عَن ابْن عبد الْبر.
* وَهُوَ أَصْحَمَة، وَتَفْسِيره بِالْعَرَبِيَّةِ عَطِيَّة، وَهُوَ ابْن أبحر. وَالنَّجَاشِي عَام لكل من ملك الْحَبَشَة كفرعون لمصر وَتبع لليمن وَقَيْصَر للشام وكسرى للعراق وبطليموس لليونان. وَانْظُر فِي موت أَصْحَمَة صَحِيح البُخَارِيّ ٥/ ٥١.

<<  <   >  >>