للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَمَتى لم يستنق بالنفث فِي ذَات الْجنب إِلَى أَرْبَعَة عشر يَوْمًا فقد جمع. وَمَتى لم يستنق الْقَيْح بعد أَرْبَعِينَ يَوْمًا فقد وَقع فِي ذَات الرئة والسلّ وَقد ينق التقيح فِي السَّابِع وَأما فِي الْأَكْثَر فَيكون فِي الْعشْرين وَفِي الْأَرْبَعين وَفِي الستّين وَقد يَقع انفجار قبل النضج لدفع الطبيعة الْمَادَّة المؤذية بكثرتها أَو حدّتها أَو لحرارة المزاج وَالسّن والفصل والبلد أَو لتناول المفجرات من المشروبات قبل الْوَقْت من جِهَة خطأ الطَّبِيب. وَسَنذكر المفجرات من بعد أَو لحركة من العليل مفرطة متعبة أَو صَيْحَة وَذَلِكَ خطر. وَقد يعرض أَن ينْتَقل ذَات الْجنب إِلَى ذَات الرئة بِأَن تقبل الرئة مَادَّة الورم ثمَّ لَا تجيد نفثها وتحتبس فِيهَا فتتورّم. وَقد يعرض أَن ينْتَقل ذَات الْجنب إِلَى السل تَارَة بوساطة ذَات الرئة على النَّحْو الَّذِي سنذكر وَتارَة بِغَيْر وساطة ذَات الرئة بِأَن تقرّح الْمَادَّة أَو الْمدَّة المتحللة مِنْهُ جَوْهَر الرئة لحدّتها ورداءتها وَقد يعرض أَن ينْتَقل إِلَى التشنج والكزاز بِأَن تنْدَفع الْمَادَّة فِي الأعصاب الْمُتَّصِلَة والعضو الَّذِي فِيهِ الورم فَإِنَّهُ عُضْو عصباني وَهَذَا انْتِقَال قَاتل قد لَا ينفع مَعَه سَائِر العلاجات الجيدة. وَقد يعقب ذَات الرئة وَالْجنب كالخدر فِي مُؤخر عضد صَاحبه وأنسيه وساعده إِلَى أَطْرَاف الْأَصَابِع وَقد يحمل على جِهَة الْقلب فَيعرض مِنْهُ خفقان يتبعهُ الغشي وَإِلَى جَانب الدِّمَاغ أَيْضا فِي حَال التَّحَلُّل قبل الْجمع وَفِي حَال الْجمع وَقد تنْتَقل الْمَادَّة إِلَى الْأَعْضَاء الظَّاهِرَة فَتَصِير خراجات وَقد يكون انتقالها هَذَا بنفوذها فِي جَوَاهِر العصب وَالْوتر بل الْعِظَام وَإِذا مَالَتْ إِلَى الْمَوَاضِع السفلية ثمَّ انفتحت وَصَارَت نواصير كَانَ ذَلِك من أَسبَاب الْخَلَاص وَلَكِن تكون النواصير خبيثة معدية. وَإِن مَالَتْ إِلَى المفاصل وَصَارَت نواصير خلص العليل أَيْضا لَكِن رُبمَا أزمن الْعُضْو خُصُوصا إِذا لم يكن هُنَاكَ استفراغ آخر ببراز أَو بَوْل غليظ كثير الرسوب أَو نفث كثير نضيج فَإِن كَانَ شَيْء من هَذَا كَانَ أسلم فَإِن ذَلِك يدل على قلّة الْمَادَّة المحدثة للخراج وَإِمْكَان إصلاحها بالنضج. وَهَذِه الخراجات إِذا خفيت وَغَارَتْ دلّت على آفَة ونكس وخصوصاً إِذا زحفت الْمَادَّة إِلَى الرئة وَقد يعرض من شدَّة الحمّى تَوَاتر النَّفس وَمن تَوَاتر النَّفس لزوجة النفث فَإِن النفث يجِف بِسَبَب النَّفس الْمُتَوَاتر ويعرض من لزوجة النفث شدَّة الوصب وازدياد اللهيب وَمن ازدياد اللهيب تَوَاتر النَّفس وَمن تَوَاتر النَّفس اللزوجة فَلَا يزَالَانِ يتعاونان على الغائلة. وَأما أَنه أَي أَصْنَاف ذَات الْجنب والرئة أردأ أهوَ الَّذِي يكون فِي الْجَانِب الْأَيْسَر المجاور للقلب أَو الَّذِي يكون فِي الْجَانِب الْأَيْمن فَإِن بَعضهم جعل هَذَا أردأ وَبَعْضهمْ جعل ذَلِك أردأ إِلَّا أَن الْحق هُوَ أَن الْقَرِيب من جِهَة الْمَكَان أردأ لكنه أولى بِأَن ينضج وَيقبل التَّحْلِيل إِن كَانَ من شَأْنه وَقد يُوقع فِي ذَات الْجنب الامتلاء من الأخلاط إِذا عرض فِي نَاحيَة الرَّأْس

<<  <  ج: ص:  >  >>