الورم ووجع ناخس. وَمن الفروق فِي ذَلِك أَن النبض فِي السرسام عَظِيم إِلَى التَّفَاوُت وَفِي ذَات الْجنب صَغِير إِلَى التَّوَاتُر ليتلافى الصغر وَذَات الْجنب إِذا اشتدّ اشتدت الْأَعْرَاض الْمَذْكُورَة مَعَه ويبس اللِّسَان وخشن. وَإِذا ازْدَادَ عرض احمرار فِي الْوَجْه وَالْعين والقلق الشَّديد وَفَسَاد النَّفس واختلاط الذِّهْن والعرق الْمُنْقَطع وَرُبمَا أدّى إِلَى اخْتِلَاف رَدِيء. إِذا لم يكن ذَات الْجنب خَالِصا بل كَانَ فِي الغشاء المجلّل للأضلاع أَو فِي العضل الْخَارِجَة كَانَ لَهُ عَلَامَات وَكَانَ الوجع فِيهِ والآفة إِلَى حد فَإِن الَّذِي يكون فِي الغشاء الْخَارِج يُدْرِكهُ اللَّمْس وَرُبمَا شَاركهُ الْجلد فَيظْهر لِلْبَصَرِ وَرُبمَا انفجر خراجاً وَلم يُوجب نفثاً. وَهَذَا الانفجار قد يكون بالطبع وَقد يكون بالصناعة. وَالَّذِي يكون فِي العضل الْخَارِجَة يكون مَعَه ضَرْبَان فَإِن كَانَ الإحساس بِهِ مَعَ الِاسْتِنْشَاق كَانَ فِي العضل الباسطة وَإِن كَانَ الإحساس بِهِ فِي الردّ كَانَ فِي العضل القابضة. وَقد علمت أَنَّهُمَا جَمِيعًا موجودان فِي الطبقتين جَمِيعًا الدَّاخِلَة والخارجة. والغمز أَيْضا يدْرك هَذَا الضَّرْب من ذَات الْجنب الَّتِي لَيست بخالصة وَهَذَا الْغَيْر الْخَالِص لَا يفعل من الوجع الناخس وَمن ضيق النَّفس والسعال وَمن صلابة النبض ومنشاريته وشدّة الحمّى وأعراضها مَا يكون فِي الْخَالِص. وَرُبمَا كَانَ النبض ليّناً وَرُبمَا كَانَ حمّى بِسَبَب ورم فِي غير الْمَوَاضِع الْمَذْكُورَة أَو لسَبَب آخر مثل نفث مفرط وَغَيره وَلَا يكون ذَات الْجنب إِذْ لَيْسَ هُنَاكَ وجع ناخس ونبض منشاري وَغير ذَلِك وَفِي الْأَكْثَر غير الْحَقِيقَة يكون الوجع أَسْفَل مشط الْكَتف وَمَا كَانَ من الْخَالِص فِي الْحجاب الحاجز كَانَ الوجع إِلَى الشراسيف وَكَانَ اخْتِلَاط الْعقل فِيهِ أَكثر واشتدت الْأَعْرَاض والموجع وعسر النَّفس وَلم تكن سرعَة شدَّة الحمّى كَمَا فِي غَيره بل رُبمَا تأخّر إِلَى أَن يعفن العضل فتقوى الْحمى جدا وَإِن كَانَ فِي الغشاء المستبطن للصدر وَكَانَ الوجع إِلَى الترقوة وَاخْتلف الوجع لاخْتِلَاف مماسة أَجزَاء الغشاء للترقوة ولاختلاف الْأَجْزَاء فِي الْحس وَلَا يكون مَعَه ضَرْبَان الْبَتَّةَ. والوجع المائل إِلَى نَاحيَة الشراسيف قد يكون بِسَبَب الورم فِي الْحجاب الحاجز وَقد يكون لحدوث الورم فِي الْأَعْضَاء اللحمية الَّتِي فِي الأضلاع وَلَيْسَ فِيهِ كثير خطر. عَلَامَات الرَّدِيء مِنْهُ والسليم: يدل على سَلَامَته النفث السهل السَّرِيع النضيج وَهُوَ الْأَبْيَض الأملس المستوي والنبض الَّذِي لَيْسَ بشديد الصلابة والمنشارية وقلّة الوجع وَسَائِر الْأَعْرَاض وسلامة النّوم وَالنَّفس وَقبُول العلاج وَاحْتِمَال الْمَرِيض لما بِهِ واستواء الْحَرَارَة فِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute