للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقع فِيهِ الْأَمْرَاض الآلية كلهَا والمشتركة وَتَقَع فِيهِ الأورام الحارة والباردة والصلبة. وَأكْثر مَا يَقع من الْأَمْرَاض الآلية فِيهِ هُوَ السدد إِمَّا بِسَبَب ضاغط من خَارج من فقرة زائلة أَو ورم لعضو يجاوره وَإِمَّا لورم فِي نَفسه أَو فِي عضله الَّتِي تمسكه. وَمن جملَة الْأَمْرَاض الَّتِي تعرض لَهُ كثيرا من الْأَمْرَاض الْمُشْتَركَة نزل الدَّم وانفجاره. فصل فِي كَيْفيَّة الازدراد اعْلَم أَن الازدراد يكون بالمريء بِقُوَّة جاذبة تجذب الطَّعَام بالليف المستطيل ويعينه المستعرض بِمَا يمسك من وَرَاء المبلوع فيعصر فِي الازدراد إِلَى أَسْفَل وَفِي الْقَيْء إِلَى فَوق والقيء يتم أَيْضا بالمريء لَكِن الازدراد أسهل لِأَنَّهُ حَرَكَة على مجْرى الطباع تكون بتعاون طبقتين: إِحْدَاهمَا مستطيلة الليف وَالْأُخْرَى مجلّلة إِيَّاهَا معرضة الليف. وَأما الْقَيْء فَهُوَ حَرَكَة لَيست على مجْرى فصل فِي ضيق المبلع وعسر الازدراد ضيق المبلع إِمَّا أَن يكون لسَبَب فِي نفس المريء أَو لسَبَب مجاور فالسبب الَّذِي يكون فِي نفس المريء إِمَّا ورم وَإِمَّا يبس مفرط وَإِمَّا جفوف رطوبات فِيهِ بِسَبَب الْحمى أَو غير ذَلِك وَإِمَّا لصنف من أَصْنَاف سوء المزاج المفرط وَسُقُوط الْقُوَّة وضعفها وخصوصاً فِي آخر الْأَمْرَاض الحارة الرَّديئَة الهائلة وَغَيرهَا وَالسَّبَب المجاور ضغط ضاغط إِمَّا ورم فِي عضلات الحنجرة كَمَا يكون فِي الخوانيق وَغَيرهَا وَرُبمَا كَانَ مَعَ ضيق النَّفس أَيْضا أَو أَعْضَاء الْعُنُق وَإِمَّا ميل من الفقار إِلَى دَاخل وَإِمَّا ريح مطيفة بِهِ ضاغطة وَإِمَّا تشنج وكزاز يُرِيد أَن يكون أَو قد ابْتَدَأَ فَإِن هَذَا كثيرا مَا يتقدّم الكزاز والجمود. وَقد وجد بعض معارفنا عسر الازدراد لاحتباس شَيْء مَجْهُول فِي المبلع يُؤَدِّيه ذَلِك إِلَى شَيْء شَبيه بالخناق فغشيه تهوعّ قذف عَنهُ دوداً كثيرا من الْحَيَّات سهل من انقذافه الْمبلغ وَزَالَ الخناق فَعرف أَن السَّبَب كَانَ احتباسه هُنَاكَ. العلامات: مَا كَانَ بِسَبَب الفقارات يدل عَلَيْهِ الازدراد الضّيق عِنْد الاستلقاء وَكَون الازدراد مؤلماً عِنْد الخرزة الزائلة وَمَا كَانَ بِسَبَب سوء مزاج مضعف فَيدل عَلَيْهِ طول مُدَّة مُرُور المزدرد مَعَ فتور وقلّة حمية فِي جَمِيع الْمسَافَة من غير ورم اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون ذَلِك فِي جُزْء من المريء معيّن فيضيق هُنَاكَ ويحسّ باحتباس المزدرد عِنْده. وَمَا كَانَ بِسَبَب ورم ضَاقَ فِي الْعُرُوق مِنْهُ وأوجع هُنَاكَ وَلم يخل الْحَار فِي الْغَالِب عَن الْحمى وَإِن كَانَت فِي الْأَكْثَر لَا تكون شَدِيدَة الْقُوَّة. وَإِذا كَانَ الورم حاراً دلّ عَلَيْهِ أَيْضا حرارة وعطش. وَإِن لم يكن الورم حاراً لم تكن حمّى وَرُبمَا كَانَ خراجاً لَيْسَ بذلك الْحَار فَيكون هُنَاكَ وجع يسير يحدث مَعَه فِي الأحيان نافض وَحمى وَرُبمَا جمع

<<  <  ج: ص:  >  >>