للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرقة وَمِنْه ينْبت الغشاء المستبطن للصدر ويفضل من منبت الصفاق فضل من الْجَانِبَيْنِ ينسج مِنْهُ وَمن شعب عرقين ضَارب وَغير ضَارب ممتدين على الْمعدة جَوْهَر الثرب انتساجاً من طبقتين أَو من طَبَقَات بِحَسب الْمَوَاضِع متراكبة شحمية يغشّي الْمعدة والأمعاء وَالطحَال والماساريقا منعطفاً إِلَى الْجَانِب المسطح وَهَذَا الثرب مَعَ تندئته مَنُوط بهَا مناويط من الْمعدة وتقعير الطحال ومواضع شرياناته والغدد الَّتِي بَين الْعُرُوق المصاصة الْمُسَمَّاة ماساريقا وَمن المعي الاثْنَي عشري لَكِن مناوطها قَليلَة وضعيفة وَرُبمَا اتَّصل بالكبد وبأضلاع الزُّور اتِّصَالًا خفِيا. وَهَذِه المناوط هِيَ المنابت للثرب وأولها الْمعدة وَهَذَا الثرب كَأَنَّهُ جراب لَو أوعى شَيْئا سيالاً لأمسكه فَإِذا حققت فَإِن الْجلد والغشاء الَّذِي بعده - وَهُوَ لحمي والعضل الْمَوْضُوعَة فِي الطَّبَقَة الفوقانية من طَبَقَات عضل الْبَطن الْمَعْلُومَة - مَعْدُود كُله فِي جملَة المراق. والطبقات السفلانية من طَبَقَات عضل الْبَطن مَعَ الغشاء الرَّقِيق الَّذِي هُوَ بِالْحَقِيقَةِ الصفاق من جملَة الصفاقات. والثرب كبطانة للصفاق ظهارة للمعدة وَهَذِه الْأَجْسَام كلهَا متعاونة فِي تسخين الْمعدة تعاونها فِي وقايتها وَفِي أَسْفَل الْمعدة ثقب يتَّصل بِهِ المعي الاثْنَي عشري وَهَذَا الثقب يُسمى البواب وَهُوَ أضيق من الثقب الْأَعْلَى لِأَنَّهُ منفذ للمهضوم المرقق وَذَلِكَ منفذ لخلافه وَهَذَا المنفذ ينضمّ إِلَى أَن يَنْقَضِي الهضم ثمَّ ينفتح إِلَى أَن يَنْقَضِي الدّفع. وَاعْلَم أَن الْمعدة تغتذي من وُجُوه ثَلَاثَة: أَحدهَا بِمَا يتعلل بِهِ الطَّعَام ويعد فِيهَا وَالثَّانِي بِمَا يَأْتِيهَا من الْغذَاء فِي الْعُرُوق الْمَذْكُورَة فِي تشريح الْعُرُوق وَالثَّالِث بِمَا ينصبّ إِلَيْهَا عِنْد الْجُوع الشَّديد من الكبد دمّ أَحْمَر نقي فيغذوها. وَاعْلَم أَن القدماء إِذا قَالُوا فمّ الْمعدة عنوا تَارَة الْمدْخل إِلَى الْمعدة وَهُوَ الْموضع المستضيق الَّذِي لم يَتَّسِع بعد من أَجزَاء الْمعدة الَّتِي بعد المريء وَتارَة أَعلَى الْمدْخل الَّذِي هُوَ الحدّ الْمُشْتَرك بَين المريء والمعدة. وَمن النَّاس من يسمّيه الْفُؤَاد وَالْقلب كَمَا أَن من النَّاس من يجْرِي فِي كَلَامه فمّ الْمعدة وَهُوَ يُشِير إِلَى الْقلب اشتراكاً فِي الِاسْم أَو ضعفا فِي التَّمْيِيز وَهَؤُلَاء هم الأقدمون جدا من الْأَطِبَّاء. وَأما بقراط فكثيراً مَا يَقُول فؤاد وَيَعْنِي بِهِ فَم الْمعدة بِحَسب تَأْوِيل. فصل فِي أمراض المريء قد يعرض للمريء أَصْنَاف سوء المزاج فيضعفه عَن فعله وَهُوَ الازدراد وَقد

<<  <  ج: ص:  >  >>