للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنيلنجي فِي أَكثر الْأَمر يدل على جمود الْحَرَارَة وهما غير الكرّاثي والزنجاري على أَنه قد يتَّفق أَن يكون السَّبَب الاحتراق أَيْضا إِلَّا أَن الاحتراقي الَّذِي لَيْسَ لَهُ عَن تسويد الْبرد وتكدير وَمَوْت الْقُوَّة هُوَ إِلَى إشراق وصفاء وكراثية وَمَوْت الْقُوَّة. على أَن الْقَيْء الْأَصْفَر والكراثي والزنجاري. يكثر لمن بكبده مزاج حَار جدا. ويعرض لصَاحب الورم الْحَار فِي الكبد فِي الصَّفْرَاء ثمَّ قيء كرّاثي ثمَّ زنجاري وَيكون مَعَه فوَاق وغثيان. وَأما الْأسود إِلَّا فِي أورام الطحال وَفِي آخر الرّبع فرديء. والمنتن فرديء وخصوصاً أَيهمَا كَانَ فِي الحمّيات الوبائية وَإِذا وجد تهوع فِي الْيَوْم الرَّابِع من الْأَمْرَاض فليقذف فَإِنَّهُ نَافِع. فصل فِي العلامات المنذرة بالقيء الغثيان والتهوّع مقدمتان للقيء وَإِذا اختلجت الشفّة وَوجدت امتداداً من الشراسيف إِلَى فَوق فاحكم بِهِ. وَأما عَلَامَات الْخَلْط الرَّدِيء العفن الْفَاعِل للغثيان والقيء إِن كَانَ حاراً فالعطش والطعم الرَّدِيء فِي الْفَم والعفونة الظَّاهِرَة. وعلامة مَا كَانَ من ذَلِك الْخَلْط صديدياً الْوُقُوف عَلَيْهِ من أَمر الْقَيْء وَشدَّة تأذي الْمعدة بِهِ مَعَ خفتها لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُؤْذِي بكيفيته لَا بكمّيته. وعلامة الْخَلْط الْجيد الْغَيْر الرَّدِيء الَّذِي يفعل ذَلِك بكميته أَن لَا يكون هُنَاكَ بخر وعفونة وَطعم رَدِيء وقيء رَدِيء ويسكنه إِن كَانَ رَقِيقا الْأَدْوِيَة العفصة وَإِن كَانَ غليظاً الْأَدْوِيَة الملطّفة وَيدل عَلَيْهِ كَثْرَة الرُّطُوبَة وَكَثْرَة الْقَيْء الْغَيْر الرَّدِيء وَكَثْرَة البرَاز وَكَثْرَة اللعاب لَا سِيمَا إِن كَانَ تخمة قد تقدّمت. وعلامة مَا كَانَ سَببه سوء مزاج فَم الْمعدة فَهُوَ لَا يحْتَمل مَا يرد عَلَيْهِ بل يَتَحَرَّك إِلَى دَفعه. وعلامة أحد سوء المزاجات الْمَذْكُورَة وَالَّذِي يكون بِسَبَب مُشَاركَة الدِّمَاغ أَو الكبد أَو الرَّحِم فعلامته عَلَامَات أمراض الدِّمَاغ والكبد وَغير ذَلِك. فَنَقُول: الدَّم إِذا خرج بالقيء فَهُوَ من الْمعدة أَو المريء. وَالسَّبَب فِيهِ إِمَّا انفجار عرق وانصداعه وانقطاعه وَكَثِيرًا مَا يكون ذَلِك عقيب الْقَيْء الْكثير أَو الإسهال بمسهل حَار المزاج وانفجار ورم غير نضيج أَو رُعَاف سَالَ إِلَى الْمعدة من حَيْثُ لم يشْعر بِهِ أَو لانصباب الدَّم إِلَيْهِ من الكبد وَغَيرهَا من الْأَعْضَاء وخصوصاً إِذا احْتبسَ مَا كَانَ يجب أَن يستفرغ من الدَّم أَو عرض قطع عُضْو يفضل غذاؤه على النَّحْو الَّذِي سلف منا بَيَانه فِي أصُول أَو عرض ترك رياضة مُعْتَادَة أَو شرب علقَة فتعلقت بالمعدة أَو المريء أَو عرضت بواسير فِي الْمعدة وَالسَّبَب فِي انفجار الْعُرُوق وانصداعها مَا علمت فِي الْكتب الْكُلية وَمَا ذَكرْنَاهُ فِي أول هَذِه الْمقَالة.

<<  <  ج: ص:  >  >>