الْفَنّ السَّادِس عشر أَحْوَال الأمعاء والمقعدة وَهُوَ خمس مقالات: الْمقَالة الأولى تشريحها الاستطلاق الْمُطلق فصل فِي تشريح الأمعاء السِّتَّة إِن الْخَالِق تَعَالَى جلّ جَلَاله وتقدست أسماؤه وَلَا إِلَه غَيره لسابق عنايته بالإنسان وسابق علمه بمصالحه خلق أمعاءه الَّتِي هِيَ آلَات لدفع الْفضل الْيَابِس كَثِيرَة الْعدَد والتلافيف والاستدارات ليَكُون للطعام المتحدر من الْمعدة مكث صَالح فِي تِلْكَ التلافيف والاستدارات وَلَو خلقت الأمعاء معي وَاحِدَة أَو قَصِيرَة الْمَقَادِير لانفصل الْغذَاء سَرِيعا عَن الْجوف وَاحْتَاجَ الْإِنْسَان كل وَقت إِلَى تنَاول الْغذَاء على الِاتِّصَال وَمَعَ ذَلِك إِلَى التبزز وَالْقِيَام إِلَى الْحَاجة وَكَانَ من أَحدهمَا فِي شغل شاغل عَن تصرّفه فِي وَاجِبَات معيشته وَمن الثَّانِي فِي أَذَى واصب وترصد وَكَانَ ممنواً بالشره والمشابهة للبهائم فَكثر الْخَالِق تَعَالَى عدد هَذِه الامعاء وَطول مقادير كثير مِنْهَا لهَذَا من الْمَنْفَعَة وَكثر استداراتها لذَلِك. وَالْمَنْفَعَة الْأُخْرَى هِيَ أَن الْعُرُوق الْمُتَّصِلَة بَين الكبد وَبَين آلَات هضم الْغذَاء إِنَّمَا تجذب اللَّطِيف من الْغذَاء بفوهاتها النافذة فِي صفاقات الْمعدة بل فِي صفاقات الأمعاء وَإِنَّمَا تجذب من اللَّطِيف مَا يماسها. وَأما مَا يغيب عَنْهَا ويتوغل فِي عمق الْغذَاء الْبعيد عَن ملامسته فوهات الْعُرُوق فَإِن جذب مَا فِيهَا إِمَّا غير مُمكن وَإِمَّا عسر فتلطف الْخَالِق تَعَالَى بتكثير التلافيف ليَكُون مَا يحصل متعمقاً فِي جُزْء من المعي يعود ملامساً فِي جُزْء آخر فتتمكن طَائِفَة أُخْرَى من الْعُرُوق من امتصاص صفاقاته الَّتِي فَاتَت الطَّائِفَة الأولى. وَعدد الامعاء سِتَّة أَولهَا الْمَعْرُوف بالاثني عشري ثمَّ الْمَعْرُوف ثمَّ معي طَوِيل ملتف يعرف بالدقاق واللفائف ثمَّ معي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute