الْكَيْفِيَّة الَّتِي تنْبت عَنْهَا لمزاج الْبدن وَغير ذَلِك. وَقد يتولّد بِسَبَب الديدان والحيّات صرع وقولنج. وَقد يتولّد جوع كَلْبِي لشدّة خطفها للغذاء وَرُبمَا ولدت بوليموس وأسقطت الْقُوَّة من فمّ الْمعدة بصعودها إِلَيْهِ وتقديرها لَهُ. وَرُبمَا تبع الْحَالين خفقان عَظِيم وَأكْثر مَا تتولّد فِي سنّ الصِّبَا والترعرع والحداثة. وحبّ القرع فِي الْأَكْثَر يتَوَلَّد فِيمَن فَارق سنّ الصِّبَا. وَأما المدورة فَيكون أَكثر ذَلِك فِي الصّبيان ثمَّ الشَّبَاب ويقل فِي الشُّيُوخ على أَن كل ذَلِك يكون - وَفِي تتولد فِي الخريف - أَكثر من سَائِر الْفُصُول لتقدّم تنَاول الْفَوَاكِه وَنَحْوهَا. وللعفونة وَهِي تهيج عِنْد الْمسَاء وَوقت النّوم أَكثر. والتعب والرياضة الشَّدِيدَة قد تسهل الديدان. وَإِذا خرجت الديدان من صَاحب الحميات الحادة حَيَّة لم تكن بشديدة الرداءة ودلت على صِحَة من الْقُوَّة واقتدار على الدّفع وخصوصاً بعد الانحطاط وَإِن خرجت ميتَة كَانَت عَلامَة رَدِيئَة. وَبِالْجُمْلَةِ فَإِن خُرُوجهَا فِي الحميات مَعَ البرَاز لَيْسَ بِدَلِيل جيد وخصوصاً قبل الانحطاط وَلَكِن الْحَيّ أَجود. وَأما خُرُوجهَا لَا فِي حَال الْحمى إِذا كَانَ مَعهَا دم فَهُوَ رَدِيء أَيْضا وَمُنْذِر بِآفَة فِي الْبدن أَو الأمعاء. وَأما خُرُوجهَا بالقيء فَيدل على أخلاط رَدِيئَة فِي الْمعدة. أما العلامات الْمُشْتَركَة فسيلان اللعاب ورطوبة الشفتين بِاللَّيْلِ وجفوفهما بِالنَّهَارِ بِسَبَب أَن الْحَرَارَة تَنْتَشِر فِي النَّهَار وتنحصر فِي اللَّيْل. فَإِذا انتشرت الْحَرَارَة إنجذبت الرُّطُوبَة مَعهَا فجاعت الديدان وجذبت من الْمعدة فجفّفت السَّطْح الْمُتَّصِل بهَا من سطح الْفَم والشفة وأعانها على تجفيف الشّفة الْهَوَاء الْخَارِج فيظلّ الْمَرِيض يرطب شَفَتَيْه بِلِسَانِهِ. وَقد يعرض لصَاحب الديدان ضجر واستثقال للْكَلَام وَيكون فِي هَيْئَة الْمُغْضب السيىء الْخلق وَرُبمَا تأذى إِلَى الهذيان لما يرْتَفع من بخاراته الرَّديئَة ويعرض لَهُ أَعْرَاض فرانيطس سوى أَنه لَا يلقط الزئبر وَلَا يصدع وَلَا تطن أُذُنه. ويعرض لَهُ تصريف الْأَسْنَان وخصوصاً لَيْلًا وَيكون فِي كثير من الْأَوْقَات كَأَنَّهُ يمضغ شَيْئا وَكَأَنَّهُ يَشْتَهِي دلع اللِّسَان ويعرض لَهُ تثويب فِي النّوم وصراخ فِيهِ وتملل واضطراب هَيْئَة وضيق صدر على من ينبّهه. ويعرض لَهُ على الطَّعَام غثيان وكرب وَيَنْقَطِع صَوته ويضعف نبضه. وَعند الهيجان يكون كالساقط وَيكون برازه فِي أَكثر الْأَحْوَال رطبا. وَأما سُقُوط الشَّهْوَة واشتدادها فعلى مَا ذَكرْنَاهُ فِي بَاب الآسباب وَرُبمَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute