للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لسدّة أَو انضمام من فَم الرَّحِم قبل الْحَبل لسدة أَو صلابة أَو لحم زَائِد ثؤلولي أَو غير ثؤلولي أَو التحام قُرُوح أَو برد مقبض وَغير ذَلِك من أَسبَاب السدة أَو يبس فَلَا ينفذ فِيهِ الْمَنِيّ أَو صْعف أَو انضمام بعد الْحَبل فَلَا يمسِكهُ أَو كَثْرَة شَحم مزلق. وَقد يكون بشركة الْبدن كُله وَقد يكون فِي الرَّحِم خَاصَّة والثرب أَو فِي الرَّحِم وَحدهَا. وَإِذا كثر الشَّحْم على الثرب عصر وضيق على الْمَنِيّ وَأخرجه بعصره وَفعله هَذَا أَو لشدَّة هزال فِي الْبدن كُله أَو فِي الرَّحِم أَو آَفة فِي الرَّحِم من ورم وقروح وبواسير وزوائد لحمية مَانِعَة. وَرُبمَا كَانَ فِي فَمه شَيْء صلب كالقضيب يمْنَع دُخُول الذّكر والمني أَو قُرُوح اندملت فملأت الرَّحِم وسدّت فوهات الْعُرُوق الطوامث أَو خشونة فَم الرَّحِم. وَأما السَّبَب الْكَائِن فِي أَعْضَاء التوليد فإمَّا ضعف أوعية الْمَنِيّ أَو فَسَاد عَارض لمزاجها كمن يقطع أوردة أُذُنه من خلف أَو تبطُّ مِنْهُ المثانة عَن حَصَاة فيشارك الضَّرَر أَعْضَاء التولد. وَرُبمَا قطع شَيْء من عصبها وَيُورث ضعفا فِي أوعية الْمَنِيّ وَفِي قوتها المولدة للمني والزراقة لَهُ. وَكَذَلِكَ من يرض خصيته أَو تضمّد بالشوكران أَو يشرب الكافور الْكثير وَأما الْكَائِن بِسَبَب الْقَضِيب فَمثل أَن يكون قَصِيرا فِي الْخلقَة أَو لسَبَب السّمن من الرِّجَال فَيَأْخُذ اللَّحْم أَكْثَره أَو مِنْهَا فيبعد من الرَّحِم وَلَا يَسْتَوِي فِيهِ الْقَضِيب أَو مِنْهُمَا جَمِيعًا أَو لاعوجاجه أَو لقصر الوترة فيتخلى الْقَضِيب عَن الْمُحَاذَاة فَلَا يزرق الْمَنِيّ إِلَى حلق فَم الرَّحِم. وَأما السَّبَب فِي المبادي فقد عددناه بِأَنَّهُ لَا بُد من أَن تكون أَعْضَاء الهضم أَو أَعْضَاء الرّوح قَوِيَّة حَتَّى يسهل الْعلُوق. وَأما الخطا الطارىء فإمَّا عِنْد الْإِنْزَال قبل الاشتمال أَو بعد الاشتمال. فَأَما عِنْد الْإِنْزَال فَأن فَإِن كَانَ السَّابِق الرجل تَركهَا وَلم تنزل وَإِن كَانَت السَّابِقَة الْمَرْأَة أنزل الرجل بعد مَا أنزلت الْمَرْأَة فَوقف فَم رَحمهَا عَن حركات جذب الْمَنِيّ فاغرة إِلَيْهِ فغراً بعد فغر مَعَ جذب شَدِيد الْحس يحس بذلك عِنْد إنزالها. وَإِنَّمَا يفعل ذَلِك عِنْد إنزالها إِمَّا لتجذب مَاء الرجل مَعَ مَا يسيل إِلَيْهَا من أوعية منيها الْبَاطِنَة فِي الرَّحِم الصابة إِلَى دَاخله عِنْد قوم وَإِمَّا لتجذب مَاء نَفسهَا إِن كَانَ الْحق مَا يَقُوله قوم اخرون أَن منيها - وَإِن تولد دَاخِلا - فَإِنَّهُ ينصب إِلَى خَارج فَم الرَّحِم ثمَّ يبلغهُ فَم الرَّحِم لتَكون حركتها إِلَى جذب مني نَفسهَا من خَارج. منبهاً لَهَا عِنْد حَرَكَة منيها فيجذب مَعَ ذَلِك مني الرجل فَإِنَّهَا لَا تخص بإنزال الرجل. وَأما الْخَطَأ الطارىء بعد الاشتمال فَمثل حَرَكَة عنيفة من وثبة أَو صدمة وَسُرْعَة قيام بعد الْإِنْزَال وَنَحْو ذَلِك بعد الْعلُوق فيزلق أَو مثل خوف يطْرَأ أَو شَيْء من سَائِر أَسبَاب الْإِسْقَاط الَّتِي تذكرها فِي بَابهَا. قَالَ أبقراط: لَا يكون رجل الْبَتَّةَ أبرد من امْرَأَة أَي فِي مزاج أَعْضَائِهِ الرئيسة ومزاجه الأول ومزاج منيه الصحي دون مَا يعرض من أمزجة طارئة. وَاعْلَم أَن الْمَرْأَة الَّتِي تَلد وتحبل أقل أمراضاً من العاقر إِلَّا أَنَّهَا تكون أَضْعَف مِنْهَا بدناً وأسرع تعجيزاً. وَأما العاقر فتكثر أمراضها ويبطؤ تعجزها وَتَكون كالشابة فِي أَكثر عمرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>