للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلامات: أما عَلَامَات أَن الْعقر من أَي المنيين كَانَ فقد قيل أَشْيَاء لَا يحِق صِحَّتهَا وَلَا نقضي فِيهَا شَيْئا مثل مَا قَالُوا أَنه يجب أَن يجرب المنيان فَأَيّهمَا طفا فِي المَاء فالتقصير من جِهَته. قَالُوا ويصبّ البولان على أصل الخسّ فَأَيّهمَا جفف فَمِنْهُ التَّقْصِير. وَمن ذَلِك قَالُوا أَنه يُؤْخَذ سبع حبات من حِنْطَة وَسبع حبات من شعير وَسبع باقلات وَتصير فِي إِنَاء خزف ويبول عَلَيْهِ أَحدهمَا وَيتْرك سَبْعَة أَيَّام فَإِن نبت الْحبّ فَلَا عقر من جِهَته. وَقَالُوا مَا هُوَ أبعد من هَذَا أَيْضا. وَأحسن مَا قَالُوا فِي تجربة الْمَرْأَة أَنه يجب أَن يبخر رحم الْمَرْأَة فِي قمع بخور رطيب فَإِن نفذت مِنْهُ الرَّائِحَة إِلَى فِيهَا ومنخريها فالسبب لَيْسَ مِنْهَا وَإِن لم ينفذ فهناك سدد وأخلاط رَدِيئَة تمنع أَن تصل رَائِحَة البخور وَالطّيب. وَقَالُوا تحْتَمل ثومة وَتنظر هَل تَجِد رائحتها وطعمها من فَوق وَأكْثر دلَالَة هَذَا على أَن بهَا سدداً أَو لَيست. فَإِن كَانَ بهَا سدد فَهُوَ دَلِيل عقر وَإِن لم يكن بهَا سدد فَلَا يبعد أَن يكون للعقر أَسبَاب أخر. وللحبل مَوَانِع أخر وكل امْرَأَة تظهر وَيبقى فَم رَحمهَا رطبا فَهِيَ مزلقة. وَأما عَلَامَات الْمَنِيّ وأعضائه فِي مزاجه ومزاجها فَيعرف كَمَا علمت حرارته وبرودته من منيّه وإحساس الْمَرْأَة بلمسه وَمن خثورته ورقته وَمن حَال شعر الْعَانَة وَمن لَونه ورائحته وَمن سرعَة النبض وبطئه وَمن صبغ القارورة وَقلة صبغها وَمن مُشَاركَة الْجَسَد. أما الرُّطُوبَة واليبوسة فتعرف من الْقلَّة مَعَ الغلظ وَالْكَثْرَة مَعَ الرقة. والمني الصَّحِيح هُوَ الْأَبْيَض اللزج الْبراق الَّذِي يَقع عَلَيْهِ الذُّبَاب ويكل مِنْهُ وريحه ريح الطّلع أَو الياسمين. وَأما عَلَامَات الطمث وأعضائه فِي مزاجها فيستدل عَلَيْهِ كَمَا علمت أما على الْحَرَارَة والبرودة فَمن الملمس ولون الطمث وَهُوَ إِلَى صفرَة وَسَوَاد أَو كدورة أَو بَيَاض وَمن أَحْوَال شعر الْعَانَة. ويستدل على الرُّطُوبَة واليبوسة من الْكَثْرَة مَعَ الرقة وَمن كَون الْعَينَيْنِ وارمتين كمدتين فَإِن الْعين تدل على الرَّحِم عِنْد أبقراط أَو للقلة مَعَ الغلظ. وأية امْرَأَة طهرت فَلم يجِف فَم رَحمهَا بل كَانَ رطبا فَإِنَّهَا لَا تحبل. وَأما السّمن والهزال والشحم وَقصر الْقَضِيب واعوجاجه وَقصر الوترة وانقلاب الرَّحِم وَحَال الإنزالين فأمور تعرف بالإختبار. والفروج الشحمية الثرب تكون ضيقَة المداخل بعيدته قَصِيرَة الْقُرُون ناتئة الْبُطُون تنهز عِنْد كل حَرَكَة وتتأذى بِأَدْنَى رَائِحَة. وَيدل على ميلان الرَّحِم أَن يحس دَاخل الْفرج فَإِن لم يكن فَم الرَّحِم محاذياً فَهُوَ مائل. وَصَاحب الميلان والانقلاب يحسّ وجعاً عِنْد المباضعة. التَّدْبِير والعلاج: تَدْبِير هَذَا الْبَاب يَنْقَسِم إِلَى وَجْهَيْن: أَحدهمَا التأني لإحبال والتلطف فِيهِ وَالثَّانِي معالجات وَأما العاقر والعقيم خلقَة والمنافي المزاج لصَاحبه الْمُحْتَاج إِلَى تبديله وَقصر اَلته فَلَا دَوَاء لَهُ. وَكَذَلِكَ الَّذِي انسدّت فوهات طمثها من قُرُوح اندملت فملست وَالَّتِي تحْتَاج إِلَى تَبْدِيل الزَّوْج فَلَيْسَ يتَعَلَّق بالطبيب علاجها. وَأما سَائِر ذَلِك فَلهُ تَدْبِير. أما تَفْصِيل الْوَجْه الأول فَهُوَ أَنه يجب أَن يخْتَار أوفق الْأَوْقَات للجماع وَقد

<<  <  ج: ص:  >  >>