الْمقَالة الرَّابِعَة آفَات وضح الرَّحِم وأورامها وَمَا يشبه ذَلِك فصل فِي الرتقاء هِيَ الَّتِي إِمَّا على فَم فرجهَا مَا يمْنَع الْجِمَاع من كل شَيْء زَائِد عضلي لَو غشاء قوي أَو يكون هُنَاكَ التحام عَن قُرُوح أَو عَن خلقَة. وَإِمَّا نَتن فَم الرَّحِم وفم القرج على أحد هَذِه الْوُجُوه بِأَعْيَانِهَا. وَإِمَّا على فَم فرجهَا مَا يمْنَع الْحَبل وَخُرُوج الطمث من غشاء أَو التحام قرحَة وَمَا يشبه ذَلِك أَو يكون المنفذ غير مَوْجُود فِي الخلقه حَتَّى يعرض لِلْجَارِيَةِ عِنْد إبتداء الْحيض أَن لَا يجد الطمث منفذاً لأحد هَذِه الْأَسْبَاب فَيعرض لَهَا أوجاع شَدِيدَة وبلاء عَظِيم. فَإِن لم يحتل لَهَا رَجَعَ الدَّم فاسودت الْمَرْأَة واختنقت فَهَلَكت. وَقد يتَّفق أَن تسْتَمْسك الرتقاء بإتفاق بِحَبل فتموت هِيَ وجنينها لَا محاله إِن لم تدبر. وَهَذَا إِنَّمَا يُمكن على أحد وُجُوه. أما أَن يكون مَا يُحَاذِي فَم للرحم عَن للرتق متهلهل النسيج أَو ذَا ثقب كثير بِحَيْثُ يُمكن للرحم أَن يجذب من الْمَنِيّ شَيْئا وَإِن قل فَذَلِك الْقَلِيل يتَوَلَّد مِنْهُ أَو يكون الْحق بعضه رَأْي الفيلسوف وَبَعضه رَأْي جالينوس الطَّبِيب فَيكون الْمُحْتَاج إِلَيْهِ فِي تخلق الْأَعْضَاء هُوَ مني الْأُنْثَى على حسب قَول الفيلسوف وَيكون ذَلِك مِمَّا يدر إِلَى الرَّحِم من دَاخل للرحم على قَول جالينوس. وَيكون مني الرجل تتلقى عَنهُ للقوة والرائحة على قَول الفيلسوف فلإنه قَالَ إِن بيض الرّيح إِذا أصَاب نَزْوًا يلقى مِنْهُ رَائِحَة مِنْهُ للذّكر إستحال بيض الولاد. ٠ المعالجات علاج الرتقاء بالحديد لَا غير فَإِن كَانَ الرتق ظَاهرا فَالْوَجْه أَن يخرق شفر الْفرج عَن الرتق بِأَن يَجْعَل على كل شفر رفادة ويقي الإبهامين بِخرقَة ويمد الشفران حَتَّى ينخرق عَمَّا بَينهمَا ويستعان بمبضع مخفي فَيشق الصفاق وَيقطع اللَّحْم الزَّائِد - إِن كَانَ تَحت الصفاق - قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى لَا يبْقى من الزَّائِد شَيْء وَلَا يَأْخُذ من الْأَصْلِيّ شَيْئا وَذَلِكَ بالقالب. وَالْفرق بَين الصفاق وَبَين اللَّحْم الزَّائِد إِن الصفاق لَا يدمي وَاللَّحم يدمي ثمَّ يَجْعَل بَين الشفرين صوفة مغموسة فِي زَيْت وخمر وتترك ثَلَاثَة أَيَّام وَيسْتَعْمل عَلَيْهَا مَاء الْعَسَل - إِن احْتِيجَ إِلَيْهِ وَيسْتَعْمل عَلَيْهَا المراهم المزينة مَعَ تَوَق عَن التحام والتصاق وتضييق وخصوصاً إِن كَانَ الْمَقْطُوع لحماَ. . وَأما الصفاق فقلما يقبل الإلتحام بعد الشق. وَأما إِن كَانَ الرتق غائراً فَالْوَجْه أَن يُوصل إِلَيْهِ الصنارة ويشق إِن كَانَ صفاقاً شقاً وَاحِدًا لَيْسَ بذلك المستوى فَرُبمَا ينَال المثانة وَغَيرهَا بل يجب أَن يورب عَن مَكَان المثانة وَيقطع - إِن كَانَ لَحْمًا - قَلِيلا قَلِيلا وَيلْزم الْقطع صوفة مغموسة فِي شراب قَابض عفص ثمَّ بعد ذَلِك يجلس فِي الْمِيَاه المطبوخة فِيهَا الْأَدْوِيَة المرخية ثمَّ يعالج بالمراهم الصَّالِحَة للجراح حملا وزرقاً ثمَّ بإلحامه. وكما يظْهر الْبُرْء فَيجب أَن يلح عَلَيْهَا بِالْجِمَاعِ وَيجب أَن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute