يتوقّى عِنْد هَذَا الشقّ وَالْقطع شَيْئَانِ: التَّقْصِير فِي الْبضْع والشقّ للقدر الزَّائِد فَإِن ذَلِك يكون مُمكنا من الْحَبل عِنْد جماع يَقع مُعسرا للولادة معرضاَ الْجَنِين وَالْحَامِل للهلاك. ويتوقّى أَيْضا أَن يُجَاوز الْقدر الزَّائِد ويصاب من جَوْهَر الرَّحِم شَيْء فيرم الرَّحِم ويوجع وَيُورث الكزاز والتشنّج والأمراض القاتلة. وَإِذا فعلت هَذَا فَيجب أَن تجنبها الْبرد الْبَتَّةَ وَأَن لَا تقرب مِنْهَا دَوَاء بَارِدًا بِالْفِعْلِ الْبَتَّةَ بل يجب أَن تكون جَمِيع القطورات والزروقات والحمولات مسلوبة الْبرد. فصل فِي كَيْفيَّة محاولة هَذَا الشقّ وَالْقطع يهيأ للْمَرْأَة كرْسِي بحذاء الضَّوْء وتجلس عَلَيْهِ مَعَ قَلِيل استناداً إِلَى خلف وإاذا اسْتَوَت ألصق ساقاها بفخذيها مفحجتين وَجَمِيع ذَلِك بِبَطْنِهَا وَتجْعَل يداها تَحت مأبضيها وتشد على هَذِه الْهَيْئَة وثاقاً ثمَّ يحاول الطَّبِيب الشق للصفاق وَالْقطع للحم. وَرُبمَا احْتَاجَ الطَّبِيب إِلَى اسْتِعْمَال مرَارَة خُصُوصا فِيمَا هُوَ دَاخل. وَإِذا مدت الصفاق بالمراود والصنارات مدا لَا ينزعج مَعَه الرَّحِم وعنق المثانة وصفاقها إنزعاجاَ يُؤْذِي هَذِه الْأَعْضَاء أَولا بِالْمدِّ وَثَانِيا بِمَا لَا يبعد مَعَ إبرازها بالمدّ أَن يُصِيبهَا من حد الْحَدِيد. وَالْمَرْأَة تريك مَا تصنع من ذَلِك وتعرفك مَا صحب الصفاق الراتق من الْأَعْضَاء الَّتِي تجَاوز هَذَا الْعُضْو من المثانة وَغَيرهَا فَإِن أفرطتَ فَأرْسل مَا مددته ليرْجع مَا امْتَدَّ إِلَيْك مِمَّا لَا يحْتَاج إِلَيْهِ ثمَّ أعد مد الصفاق الراتق بلطف ثمَّ شقَّه على تأريب لَا ينَال المثانة ثمَّ انْظُر فِي أول مَا. يشق فَإِن خرج الدَّم يَسِيرا فانفذ فِي عَمَلك بِلَا وَجل وَإِن كثر سيلان الدَّم فشق قَلِيلا قَلِيلا يَسِيرا يَسِيرا لئلآ يعرض غشي وَصغر نفس. وَرُبمَا إحتيج إِلَى أَن تتْرك الْآلَة الباضعة الْمُسَمَّاة بالقالب فِيهَا إِلَى الْغَد ملفوفة فِي صوفة مربوطة بخرق. وَإِذا كَانَ الْغَد نظر فِي قوتها فَإِن كَانَت قَوِيَّة عولجت تَمام العلاج وَإِلَّا أمهلت إِلَى الْيَوْم الثَّالِث ونزعت حِينَئِذٍ الْآلَة وتأملت حَال الشق بالإصبع تجْعَل تَحت موضمه لتدلك على مبلغ مَا يحْتَاج أَن يشق من بعد. وَإِذا حللت الْمَرْأَة عَمَّا يعالج بِهِ فَيجب أَن تجْلِس فِي مَاء طبخ فِيهِ الملينات - وَهُوَ حَار - وخصوصاً إِن ظهر ورم. والأجود أَن يسْتَعْمل عَلَيْهَا المراهم فِي قالب يمْنَع الإنضمام. وأجوده المجوف ذُو الثقب ليخرج فِيهَا الفضول والرياح وَإِذا أصَاب الْقَاطِع اللَّحْم للطبيعي فَرُبمَا حدث سيلان بَوْل لَا يعالج. فصل فِي انغلاق الرَّحِم قد يعرض ذَلِك للرتق وَقد يعرض لأورام حارة وصلبة وعلاجها علاجه. فصل فِي نتوء الرَّحِم وخروجها وإنقلابها وَهُوَ العفل الرَّحِم ينتأ إِمَّا لسَبَب بادٍ من سقطة أَو عَدو شَدِيد أَو صَيْحَة تصيح بهَا هِيَ أَو عطسة عَظِيمَة أَو هدة وصيحة تسمعها هِيَ فتذعر أَو ضَرْبَة ترخي رباطات الرَّحِم أَو لسَبَب ولاد عسر أَو ولد ثقيل أَو عنف من الْقَابِلَة فِي إِخْرَاج الْوَلَد والمشيمة أَو خُرُوج
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute