للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غضروفية تجمع بَين العظمين من جنس مَا يجريه الصفار من الرصاصين على وصل النّحاس وَغَيره وأعصى الْعِظَام على الانجبار الْعَضُد ثمَّ الساعد والترقوة إِذا انْكَسَرت إِلَى دَاخل صَعب علاجها وأقبح الْكسر فِي الزندين كسر الْأَسْفَل مِنْهَا بِمثل مَا قيل فِي الْخلْع. وَأما أَمر الْفَخْذ والساق فَهُوَ أسهل لِأَن الْجَبْر لَا يمْنَعهَا عَن الانبساط والأعضاء تخْتَلف فِي مُدَّة الانجبار مثلا فَإِن الْأنف ينجبر على مَا قيل فِي عشرَة والضلع فِي عشْرين والذراع وَمَا يقرب مِنْهُ فِي ثَلَاثِينَ إِلَى أَرْبَعِينَ والفخذ فِي خمسين وَرُبمَا امتدت هَذِه مُدَّة طَوِيلَة حَتَّى ينجبر الْفَخْذ إِلَى أشهر ثَلَاثَة أَو أَرْبَعَة وَمَا فَوْقهَا وَلِأَن يمِيل الْعُضْو فِي خطا الانجبار إِلَى بَطْنه خير من أَن يمِيل إِلَى ظَهره فَيكون ميله فِي جَانب النَّقْل والأسباب الَّتِي لأَجلهَا لَا ينجبر الْعظم كَثْرَة التنطيل أَو كَثْرَة حل الرباطات وربطها أَو الاستعجال فِي الْحَرَكَة أَو قلَّة الدَّم مُطلقًا أَو قلَّة الدَّم اللزج فِي الْبدن وَلذَلِك يقل انجبار كسر الممرورين والناقهين وَمِمَّا يدل على الانجبار ظُهُور الدَّم مرا كَأَنَّهُ فضل دَفعته الطبيعة من كَثْرَة مَا توجهه إِلَى الْكسر. الْجَبْر قَاعِدَته مد الْعُضْو بِمِقْدَار مَا يَنْبَغِي فَإِن الزِّيَادَة فِيهِ تشنج وتؤلم وتحدث مِنْهُ حميات وَرُبمَا عرض مِنْهُ استرخاء وَذَلِكَ فِي الْأَبدَان الرّطبَة أقل ضررأ لمواتاتها للمد وَالنُّقْصَان مِنْهُ يمْنَع جودة الالتئام وَالنّظم وَهَذَا فِي الْخلْع وَالْكَسْر سَوَاء. فَأَما إِذا مد على الوجع الَّذِي يَنْبَغِي اشْتغل بنصبة العظمين على الاسْتقَامَة وَوضع الرفائد والرباطات على مَا يَنْبَغِي وإعلاؤها بالجبائر وإعلاء الجبائر بالرطوبات وَيجب أَن يسكن الْعُضْو مَا أمكن إِلَّا أحيانأ بِقدر مَا يحْتَمل إِذا لم تكن آفَة وورم لِئَلَّا تَمُوت طبيعة الْعُضْو وَيجب أَن يحذر الإيجاع الشَّديد عِنْد الْمَدّ والشدّ فِي الْكسر وَالْخلْع معاَ وَكَثِيرًا مَا يعرض من الشد الشَّديد وإبطاء الْحل وَقلة تعهد ذَلِك أَن يَمُوت ذَلِك الْعُضْو ويعفن وَيحْتَاج إِلَى قطعه. فَالْمُرَاد فِي إكثر الْجَبْر حُدُوث الدشبذ فِيمَا لَيْسَ كعظام الرلس فَإِنَّهَا لَا ينْبت عَلَيْهَا الدشبذ فَيجب أَن يدبر حَتَّى لَا يحدث يَابسا وَلَا قليلأ وَلَا أيضأ غليظاَ كثيرا مجاوزاً للحد. وَمن الْمَعْلُوم أَن عظمه يخْتَلف بِحَسب الْعُضْو وَمِقْدَار الْكسر فِي عظمه أَو كثرته أَو فِي خلافهما وَأَنت ستعرف فِي التَّفْصِيل مَا يَنْبَغِي أَن يفعل فِي ذَلِك كُله عِنْد ذكر التغذية وَعند ذكر الشد وَيجب عِنْد حُدُوث الدشبذ أَن يهجر الحركات المرعجة وَالْجِمَاع وَالْغَضَب والحرد فَإِنَّهُ يرقق الدَّم ويهجر الْموضع الْحَار وَيطْلب الْبَارِد ويعان بأضمدة قَوِيَّة قباضة فِيهَا حرارة مَا وَإِذا عرض للكسر أَن لَا ينجبر جبرا يعْتد بِهِ فيفعل بِهِ شَيْء يشبه الحك فِي القروح الَّتِي لَا تَبرأ وَهُوَ أَن يدلك باليدين حَتَّى تتنحى اللزوجة الخسيسة الضعيفة الَّتِي كَأَنَّهَا لَيست بِشَيْء فَيعرض أَن يدفأ فِي الْموضع ويندفع إِلَيْهِ دم جيد جَدِيد وَينْعَقد عَلَيْهِ دشبذ قوي وَكَثِيرًا مَا يحوج تغير لون الْعظم أَو إنشاره القشور والفلوس إِلَى الحك وَمثل هَذَا لاتوضع الجبائر عَلَيْهِ بل إِن كَانَ وَلَا بدّ فَيقْتَصر على رِبَاط جيد. وَإِذا اجْتمع كسر وجراحة فَلَيْسَ يُمكن أَن يدافع بالجبر إِلَى أَن تَبرأ الْجراحَة فَإِن الْعظم يصلب فَلَا يقبل

<<  <  ج: ص:  >  >>