غمراً يسفلهما ويبرز الْعظم فِي الثقب إبرازاً إِلَى أَصله ثمَّ انشره بمنشار الْعَمَل وَهُوَ منشار رَقِيق حاد كمنشار المشاطين وَرُبمَا ثقب أصل مَا يحْتَاج أَن تبينه بالمثقب ثقباً مُتَوَالِيَة تَأْخُذ الْموضع الَّذِي يُرَاد مِنْهُ الْكسر وَلَيْسَ ذَلِك عادماً للخطر حَيْثُ يكون وَرَاء الْعظم جسم كريم على أَنه رُبمَا كَانَ أسلم من الالات الهزازة بتحريكها ولقطها وقطعها. وَقد يحتال فِي أَن يَجْعَل المثقب على عارضة من جَوْهَر لَا تدع المثقب أَن ينفذ إِلَّا على قدر معِين فَيكون أقل آفَة حِينَئِذٍ من الْآلَات الهزازة وَلِهَذَا يجب أَن يكون عِنْد المجبرين من هَذِه المثاقب أَصْنَاف كَثِيرَة معدة. وَرُبمَا لم تظهر الشظيّة الكنه لَا بدّ من صديد يسيل فاستدل بذلك على الشظية وعالج ذَلِك الصديد بِمَا يجففه ويحبسه ثمَّ افْعَل مَا يَنْبَغِي وَإِن كَانَت الشظية أَو الْقطعَة من الْعِظَام متمايزة تنخس العضل وتوجع فَلَا بدّ من شقّ وتدبير لآخراج مَا يخرج وَنشر مَا يجب نشره وَإِذا كَانَ المنكسر المتفتت كثيرا وَكَانَ تكسّر وتفتّته كثيرا فَلَا بُد من أَن يخرج الْجَمِيع. وَأما إِن كَانَ الْكسر لَيْسَ بمفتت وَكَانَ الِانْقِطَاع مِنْهُ والانصداع يَأْخُذ مَكَانا كَبِيرا فاقطع أمرض مَوضِع ودع الْبَاقِي فَإِنَّهُ لَا مضرَّة فِيهِ بل الْمضرَّة فِي قطع الْجَمِيع عَظِيمَة. فصل فِي وَصَايَا الْمُجبر يجب على المجبّر أَن يتَأَمَّل ميل الْعظم المكسور فَإِنَّهُ يجد عِنْد الْجِهَة المميل إِلَيْهَا حدبة وَعند الْجِهَة المميل عَنْهَا تقعيراً وَأكْثر مايتفطن لذَلِك باللمس وَأَيْضًا فَإِن الوجع يشْتَد فِي الْجِهَة الَّتِي إِلَيْهَا الْميل والخشخشة أَيْضا تدل على ذَلِك فيبني أمره ذَلِك وَيجب على الْمُجبر أَن يمر يَده على مَوضِع الْكسر فِي كل حَال أمراراً إِلَى فَوق وَإِلَى أَسْفَل بالرفق واللطف حَتَّى إِن رأى زوالاً أَو نتوعاً أَو شظية عرفه لِئَلَّا يرْبط كرة آخرى على غير وَاجِب فَيحدث فسخ أَو وجع وَلَا يجب أَن يغتز بالاستواء المحسوس بالبصر قبل تَمام الْعَافِيَة فَإِن الورم قد يخفى كثيرا من السمج والاعوجاج. وَإِذا تَأمل المجبّر الْكسر فَوَجَدَهُ إِن لم يستقص فِيهِ سمج الْعُضْو وان استقصى فِيهِ تأدى إِلَى تشنّج وَحمى صعبة فَالْأولى بِهِ أَن يتْركهُ وَلَا يتَعَرَّض لَهُ وَإِذا تعرض لجبر فعصي الْعظم وَلم ينْقد فَيجب أَن لَا يعنف ويدخله بالقسر على كل حَال فَيدْخل على العليل مَا هُوَ أعظم من بَقَاء الْعظم غير مستو وَإِن أوجع الرَّد والإصلاح جدا وَأمكن الطَّبِيب أَن يردهُ إِلَى حَال الْكسر فَهُوَ ترفيه للعليل وإراحة عَظِيمَة. وَيجب أَن يُبَادر الْمُجبر إِلَى جبر مَا انْكَسَرَ ويجبره فِي يَوْمه فَإِنَّهُ كلما طَال كَانَ إِدْخَاله أعْسر والآفات فِيهِ أَكثر وخصوصاً فِي الْعِظَام الَّتِي يطِيف بهَا عضل وَعصب كَثِيرَة مثل الْفَخْذ وَيجب أَن يعان على تَعْجِيل الانجبار بِأَسْبَاب هِيَ أضداد أَسبَاب بطئه الْمَذْكُور وأولاها تغزير الدَّم اللزج. فصل فِي نصبة المجبور كل عُضْو جبرته فَيجب أَن تكون لَهُ نصبة مُوَافقَة تمنع الوجع وَأولى. النصب بذلك مَا. لَهُ بالطبع مثل أَن يكون فِي الْيَد إِلَى الرَّقَبَة وَالرجل إِلَى المدفع تَأمل لعادة العليل فِي ذَلِك وكما أَن الْعُضْو الَّذِي يجب أَن يعلق يجب أَن يعلق على الاسْتوَاء كَذَلِك الْعُضْو الَّذِي يَقْتَضِي حَاله أَن لَا يعلق وَيجب أَن يكون متكأه وموضعه على شَيْء مستو
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute