للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذَلِك وَشر الرَّبْط المشنج فَإِنَّهُ إِن شدّ أوجع وَإِن أرخي عوج وبقراط يستصوب أَن يحل الرِّبَاط يَوْمًا وَيَوْما لَا فَإِن ذَلِك أولى بِأَن لَا يضجر العليل وَلَا يغريه بالعبث بِهِ وحكه لما لَا بُد أَن يتَأَدَّى إِلَى الْعُضْو من رُطُوبَة رقيقَة مؤذية رُبمَا استحالت صديداً. وأجود الْأَوْقَات لمراعاة جودة الرَّبْط والمحافظة على الشَّرَائِط الْمَذْكُورَة هُوَ بعد الْعشْر ونواحي الْعشْرين فَإِن ذَلِك وَقت ابْتِدَاء الدشبذ اللاحم ثمَّ إِذْ لزم الْعظم فَلَا يشد جيدا وَنَفس مَوضِع الشدّ مِنْهُ لِئَلَّا يضغط فَيمْنَع الدشبذ أَو يمْنَع تكونه بِمِقْدَار كَاف فَلَا يحدث إِلَّا رَقِيقا ضَعِيفا اللَّهُمَّ إِلَّا إِذا كَانَ قد حدث الدشبذ وَأخذ يزْدَاد عظما لَا يحْتَاج إِلَيْهِ ويمعن فِي الإفراط فَإِن من أحد موانعه الشدّ الشَّديد وَأَيْضًا اسْتِعْمَال القوابض الْمَانِعَة فَإِنَّهَا تمنع الْغذَاء وتشدّ الدشبذ فَلَا ينفذ فِيهِ الْغذَاء أَيْضا وَلَا يَنْبَغِي أَيْضا أَن تريح وتعفى عَن الرَّبْط فِي غير وقته. فصل فِي كَيْفيَّة الجبائر يجب أَن يكون الْجَوْهَر الَّذِي يتَّخذ مِنْهُ الجبائر يجمع إِلَى صلابته لدونة وليناً مثل القنى وخشب الدفلى وخشب الرُّمَّان وَنَحْوه وَيجب أَن يكون أغْلظ مَا فِيهِ الْموضع الَّذِي يلقى الْكسر من الْجَانِبَيْنِ فَإِنَّهُ يجب أَن يكون أغْلظ الجبائر أَولهَا الَّذِي يَلِي جَانب الْكسر أَو أَشد الْكسر وَتَكون جوانبها أرق وَأَن تكون مملسة الْأَطْرَاف لَا تصادف عسراً بل وطامن الرَّبْط. وَإِن وضعت الجبائر من الجوانب الْأَرْبَع فَهُوَ أحوط وَلَا بَأْس لَو كَانَ لَهَا فضل طول فَإِنَّهُ لَا مضرَّة فِي ذَلِك وَلَا خسران فِي أَن يَأْخُذ من قرب الْمفصل إِلَى الْمفصل من غير أَن يغشى الْمفصل نَفسه وأطول جانبيه الْجَانِب الَّذِي يَلِي حَرَكَة ميل الْعُضْو مَعَ أَن لَا يكون بِحَيْثُ يثقل وَلَا يغمر شَدِيدا وَلَا ينضغط وَلَا تنقص عَنْهَا الرباطات نُقْصَانا كثيراَ فَتَصِير الجبائر مرحمة غمازة وَإِذا رَأَيْت شَيْئا من ذَلِك فمل إِلَى النُّقْصَان حَتَّى تصيب الِاعْتِدَال وَلَا يجب أَن تلاقي الجبائر موضعا معرقاً لَا لحم عَلَيْهِ بل هُوَ عصباني عظمي. فصل فِي كَيْفيَّة اسْتِعْمَال الجبائر بالتغيّر وَالتَّفْصِيل الْوَقْت الَّذِي يجب أَن تُوضَع الجبائر هُوَ: بعد خَمْسَة أَيَّام فَمَا فَوْقهَا إِلَى أَن تؤمن الْآفَات. وَكلما عظم الْعُضْو وَجب أَن تبطىء بِوَضْع الجبائر وَكَثِيرًا مَا يجلب الاستعجال فِي ذَلِك آفَات من الأورام والحكة ونفاطات. لَكِن إِذا أخرت الجبائر فَيجب أَن يكون هُنَاكَ مَا يقوم مقَامهَا من جودة الرَّبْط بالعصائب وَمن جودة النصب فَإِن لم يُمكن ذَلِك فَلَا بُد من الجبائر وَلَو فِي أول الْأَمر وَيجب أَن تلْزم الجبائر الرباطات والرفائد إلزاماً ضابطاً مستوياً منطبقاً مهندماً يكون أغلظه عِنْد الْكسر وَلَا تغمر بِهِ شَدِيدا بل تزيد فِي الشدّ يَسِيرا يَسِيرا مَعَ تجربة العليل لحَال نَفسه. وَإِن كَانَ الرباطات والرفائذ تجافي بهَا فَلَا يكثر مِنْهَا وَمن لفاتها فَإِنَّهَا إِذا تجافت كَانَ الرَّبْط رخواً وَيجب أَن لَا ترْبط الرباطات الْعليا على الجبائر ربطاً يلويها ويزيلها عَن هندام وَضعهَا وَيجب أَن تحل الرباطات ضَرُورَة لَا اخيتاراً فِي كل يَوْمَيْنِ فِي أول الْأَمر وخصوصاً إِذا حدثت حكة وَحِينَئِذٍ يَنْبَغِي أَن تفعل مَا أمرنَا بِهِ. وَإِذا جَاوز السَّابِع من الشدّ حللت فِي مُدَّة أَبْطَأَ وَفِي كل أَرْبَعَة وَخَمْسَة فَإِن فِي هَذَا الْوَقْت يكون أَمَان من الحكة والورم وهنالك

<<  <  ج: ص:  >  >>