للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الالتهاب ويدز على الصفاق ذرورا جمن الْأَدْوِيَة الْيَابِسَة الَّتِي تسمى أدوية الرَّأْس حَتَّى ينْبت اللَّحْم فِي بعض الْأَوْقَات على الْعظم إِن احتجنا إِلَى ذَلِك إِذا كَانَت عظاماً نابتة أَو لينبت اللَّحْم سَرِيعا ويعالجهم بِسَائِر الْأَدْوِيَة الَّتِي ذَكرنَاهَا فِي علاج الْجِرَاحَات. وَقَالَ بولس إِنَّه كثيرا مَا يعرض لصفاق الرَّأْس بعد العلاج بالحديد ورم حَار حَتَّى إِنَّه يَعْلُو ثخن عظم الرَّأْس وثخن الْجلد أَيْضا وَيكون مَعَ ذَلِك جساوة تمنع حَرَكَة الطبيعة وَكَثِيرًا مَا يعرض لهَؤُلَاء امتداد وأعراض أُخْرَى رَدِيئَة وَيتبع هَذِه الْأَشْيَاء الْمَوْت. وَإِنَّمَا يعرض الورم الْحَار للصفاق: إِمَّا لعظم ناتىء ينخسه وَإِمَّا لثقل الفتائل وَإِمَّا لبرد أَو كَثْرَة طَعَام أَو كَثْرَة شراب أَو لعِلَّة أُخْرَى خُفْيَة. فَإِن كَانَ الورم الْحَار من عِلّة بَيِّنَة فَيَنْبَغِي أَن تحسم تِلْكَ الْعلَّة سَرِيعا وَإِن كَانَ من عِلّة خُفْيَة فاجتهد فِي إِزَالَتهَا. وَاسْتعْمل فصد الْعرق إِن لم يكن شَيْء يمْنَع من ذَلِك وَإِلَّا فالإقلال من الطَّعَام أَو التَّدْبِير الَّذِي يصلح للأورام الحارة مثل: التنطيل بدهن الْورْد الْحَار أَو بِمَاء قد أغلي فِيهِ خطمي وحلبة وبزر كتَّان وبابونج وَاسْتعْمل الضمّاد الْمُتَّخذ بدقيق الشّعير وَالْمَاء الْحَار والدهن وبزر الْكَتَّان وَاسْتعْمل شَحم الدَّجَاج فِي صوفة وَرطب بهَا الرَّأْس والعنق والفقار وقطر فِي الْأُذُنَيْنِ شَيْئا من الأدهان الَّتِي تسكن الْحَرَارَة وأجلس العليل فِي مَاء حَار فِي بَيت وامرخه فَإِذا داوم الورم الْحَار وَلم يكن شَيْء مَانع من أَخذ دَوَاء مسهّل مره بِفعل ذَلِك فَإِن أبقراط أَمر بِهِ قَالَ بولس فَإِن اسود الصفاق وَكَانَ السوَاد فِي سطحه وَكَانَ ذَلِك أَيْضا من دَوَاء عولج بِهِ فَإِن الدَّوَاء الْأسود رُبمَا فعل ذَلِك فَيَنْبَغِي أَن يُؤْخَذ من الْعَسَل جُزْء وَمن دهن الْورْد ثَلَاثَة أَجزَاء ويخلط ويلطخ بهَا خرقَة وتوضع على الصفاق فَإِن حدث فِي الصفاق السوَاد من ذَاته وَكَانَ واصلاً إِلَى العمق سِيمَا إِن كَانَ ذَلِك مَعَ عَلَامَات أُخْرَى رَدِيئَة فَيَنْبَغِي أَن تيأس من سَلامَة هَذَا العليل لِأَنَّهُ دَلِيل على فنَاء الْحَرَارَة الغريزية وذهابها. وَقد رَأَيْت من أَصَابَهُ كسر فِي رَأسه فقوّر عظم رَأسه بعد سنة فصح وَذَلِكَ أَن الْكسر كَانَ فِي اليافوخ وَكَانَ من رمية سهم وَكَانَ لَهُ مسيل وَلِهَذَا لم يصب الصفاق شَيْء بل سلم من الْفساد. قَالَ جالينوس: عرض عَليّ إِنْسَان قد انْكَسَرَ يَافُوخه أَيْضا عظم الصَّاع كسراً ممتداً فَتركت الْكسر عَلَيْهِ بِحَالهِ إِلَّا شَيْئا من عظم اليافوخ وقطعته للغرض الْمَعْلُوم وَكَانَ ذَلِك كَافِيا وَقد عوفي الرجل فصل فِي كسر اللحي قَالَ الْعَالم إِن انقصع إِلَى دَاخل وَلم يتقصّف بإثنتين فَأدْخل إِن انْكَسَرَ اللحي الْأَيْمن السبابَة وَالْوُسْطَى من الْيَد الْيُسْرَى فِي فَم العليل وَإِن انْكَسَرَ اللحي الْأَيْسَر فَمن الْيَد الْيُمْنَى وارفع بهما حدبة الْكسر إِلَى خَارج من دَاخل واستقبلها بِالْيَدِ الْأُخْرَى من خَارج ولسوف تعرف استواءه من مُسَاوَاة الْأَسْنَان الَّتِي فِيهِ. وَأما إِن تقصّف اللحي بِاثْنَتَيْنِ فأمدده من الْجَانِبَيْنِ على الْمُقَابلَة بخادم يمدّه وخادم يمسك ثمَّ يعبر الطَّبِيب إِلَى تسويته علئ ماكرنا. واربط الْأَسْنَان الَّتِي تعوّجت وزالت بَعْضهَا بِبَعْض فَإِن كَانَ عرض مَعَ الْكسر جرح أَو شظية عظم ينخس فشق عَنهُ أَو أوسعه وانزع الشظية وَاسْتعْمل فِيهِ الْخياطَة والرفائد والأدوية الملحمة

<<  <  ج: ص:  >  >>