ويقلعه وَإِن كَانَ الْعظم قَوِيا يَنْبَغِي أَولا أَن يثقب بالمثاقب الَّتِي تسمى غير غَائِبَة وَهِي مثاقب يكون لَهَا نتوء قَلِيل دَاخِلا من الْمَوَاضِع الحادة مِنْهَا ليمنعا ذَلِك النتوء من أَن يغوص فيصل إِلَى الصفاق حَتَّى يقوّر بهَا الْعظم المصدوع فيقلعه لَا بِمرَّة بل قَلِيلا قَلِيلا فَإِن أمكنه أَن يقلعه بالأصابع فَذَاك وَإِلَّا فبمنقاش أَو كلبتين أَو نَحْو ذَلِك. وَيَنْبَغِي أَن يكون بَين الثقب فروج قدر مِرْوَد حَتَّى يصير قَرِيبا من سطح الْعظم الدَّاخِل وَيَنْبَغِي أَن يَتَّقِي أَن يمسّ المثقب شَيْئا من الصفاق وَلِهَذَا يَنْبَغِي أَن يكون المثقب قدر ثخن الْعظم وَأَن يسْتَعْمل فِي ذَلِك مثاقب كَثِيرَة فَإِن كَانَ الْكسر إِنَّمَا هُوَ فِي مَوضِع انثناء الْعِظَام فَقَط فَيَنْبَغِي أَن يصير الْتِفَات إِلَى ذلد الانثناء فَقَط حَتَّى إِذا قورنا الْعظم فَيَنْبَغِي أَن يسوى خشونة عظم الرَّأْس الَّذِي يكون من الْقطع والتقوير أما بمِجْرَد وَأما بِشَيْء من المقاطع الَّتِي تشبه الشَّفْرَة بعد أَن يضع من تَحت الْآلَة الَّتِي تستر الصفاق وَتَحفظه. وَإِن بَقِي شَيْء من الْعِظَام الصغار أَو الشظايا فَيَنْبَغِي أَن يُؤْخَذ بِرِفْق ثمَّ يصير إِلَى العلاج وَقَالَ قي جالينوس: إِذا أَنْت كشفت جُزْءا من عظم الرَّأْس فصيّر تَحْتَهُ مقطعاً يكون الْجُزْء الَّذِي يشبه العدسة فِي آخِره ثَابتا كالأملس وَيكون الحاد فِي الطول حَتَّى يكون الْعرض العدسي مستديراً على الصفاق وَيَنْبَغِي أَن يضْرب من أَعْلَاهُ بالمطرقه الصَّغِيرَة وَيقطع عظم الرَّأْس فَإنَّا إِذا فعلنَا ذَلِك كَانَ مِنْهُ جَمِيع مَا نحتاج إِلَيْهِ وَذَلِكَ أَن الصفاق لَا يخرج حِينَئِذٍ وَلَا إِن كَانَ المعالج ناعسماً لِأَن الصفاق يسْتَقْبل الْجَانِب العريض من الْآلَة العدسية وَإِن صَارَت هَذِه الْآلَة إِلَى عظم الرَّأْس فانها تقلعه من غير أَذَى وَذَلِكَ أَن أَجزَاء الشكل العدسي المستدير يهدي المقطع من خلف فَيقطع عظم الرَّأْس وَلَيْسَ يُمكن أَن يُوجد نوع آخر لقلع هَذَا الْعظم أسهل وَلَا أسْرع فعلا من هَذَا. النَّوْع. وَأما العلاج الَّذِي يكون بالمناشير والآلات الَّتِي تسمى جويتعدس فَإِن الْحَدث قد ذمره لرداءته فَهَذَا قَوْلنَا فِي علاج عظم الرَّأْس إِذا عرض لَهُ شقّ وَيصْلح هَذَا العلاج بعينة فِي سَائِر أَنْوَاع الْكسر الَّذِي يعرض لعظم الرَّأْس وَإِن كُنَّا إِنَّمَا ذكرنَا علاج الشق فصيرناه مثلا لغيره. قَالَ فولس الاحتياطي وجالينوس أَيْضا يعلمنَا كمية الْعظم الَّذِي يَنْبَغِي أَن يقطع وَهَذَا قَوْله أما مَا يَنْبَغِي أَن يقطع من الْعظم العليل فَإِن مَا كَانَ مِنْهُ قد تفتّت تفتتاً شَدِيدا فَإِنَّهُ يَنْبَغِي أَن ينْزع كُله وَأما مَا كَانَ ممتداً مِنْهُ شقوق امتداداً كثيرا فَإِن ذَلِك رُبمَا عرض فَلَا يَنْبَغِي حِينَئِذٍ أَن تتبع الشقوق إِلَى آخرهَا وَأَن تعلم أَنه لَا يحدث بِهَذَا السَّبَب شَيْء ضار إِذا كَانَت سَائِر الْأَفْعَال الَّتِي يَنْبَغِي أَن تفعل على مَا يَنْبَغِي ثمَّ يَنْبَغِي بعد العلاج بالحديد أَن يُؤْخَذ خرقَة كتَّان مبسوطة قدر عظم الْجرْح وتغمس فِي دهن الْورْد ويغطى بهَا فَم الْجرْح ثمَّ تَأْخُذ خرقَة مثنية أَو مُثَلّثَة ونغمسها فِي الشَّرَاب ودهن الْورْد ويلطخ الْجرْح كُله بدهن الْورْد ثمَّ تُوضَع الْخِرْقَة عَلَيْهِ بأخف مايكون لِئَلَّا يثقل الصفاق ثمَّ يسْتَعْمل من فَوق رِبَاطًا عريضاً. وَلَا تشدّه إِلَّا بِقدر مَا تمسك الْخرق فَقَط ثمَّ تسْتَعْمل التَّدْبِير الَّذِي يسكّن الالتهاب وَيذْهب الْحمى ويرطّب الْحجاب من فَوق بدهن الْورْد فِي كل حِين وتحلّه فِي الْيَوْم الثَّالِث وتمسحه وتعالجه بالعلاج الَّذِي ينْبت اللَّحْم ويسكن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute