للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَحُمرَة الْعين وكرب وعطش دلّ على أَنه سم بحرارته فَقَط مثل: الفربيون وَإِن حدث سُبات وخمر وَبرد دلّ على أَن السم من قبيل المخدرات وَإِن لم يظْهر إِلَّا سُقُوط قُوَّة وعرق بَارِد وَغشيَ فَهُوَ من السمُوم الَّتِي تضَاد الْإِنْسَان بجملة الْجَوْهَر وَهُوَ أردؤها وَقد يستدلّ عَلَيْهَا بالروائح إِمَّا رَائِحَة الْبدن كُله فَمثل سطوع رَائِحَة الأفيون من شَاربه وَإِمَّا رَائِحَة عُضْو مِنْهُ كرائحة الْفَم عِنْد شرب السمُوم المعفنة مثل أرنب الْبَحْر وأقونيطن والذراريح وَقد يستدلّ عَلَيْهِ بالتقيئة فَإِنَّهُ إِذا قيىء المسموم لم يبعد أَن يَقع الْبَصَر على جَوْهَر مَا سقِِي مِنْهُ أَو يعرف بالرائحة أَو بالطعم مثل: مَا يَقع الْبَصَر على المرداسنج والجبسين وعَلى الدَّم الجامد وَاللَّبن المنعقد وَكَذَلِكَ الأفيون يعرف بالرائحة والأرنب البحري والضفدع بالسهولة. فصل فِي العلامات الرَّديئَة إِذا أَخذ السمُوم يغشى عَلَيْهِ وتتقلب حدقتاه فيغيب سوادها فَلَا يُرْجَى وَكَذَلِكَ إِذا احْمَرَّتْ عينه ودلع لِسَانه وَسُقُوط النبض والعرق الْبَارِد دَلِيل سوء فِي مثل هَذَا الْحَال قلمايعيش. يجب أَن لَا يدافع بل يباثر كَمَا يحس بِهِ قبل أَن تَفْشُو قوته فِي الْبدن وَيشْرب مَاء فاتراً ودهن الشيرج وَالزَّيْت ويتقيأ ويبالغ فِي ذَلِك مَا أمكن والأجود أَن يكون فِيهِ قُوَّة من شبت وبورق وَقد يخلط بالزيت الحضض وشحم الأوز وَيسْتَحب أَن يكون الَّذِي يشربه للقيء من ذَلِك وَمن غَيره مَاء كثيرا وأغذية كَثِيرَة فَإِنَّهَا وَإِن لم تقيىء فقد تكسر السم وتغلبه وَإِذا تقيأ مَا أمكنه ثمَّ شرب اللَّبن الْكثير فَإِنَّهُ يكسر عَادِية السمّ وَلَا بَأْس لَو انقذف عَنهُ وَأَيْضًا إِن شرب طبيخ بزر الأنجرة مَعَ السّمن دفع السم قيأً وإسهالاً ثمَّ يشرب اللَّبن والزبد أَجود من اللَّبن وَأَيْضًا طبيخ بزر الْكَتَّان وَكَذَلِكَ الشَّرَاب الحلو بشحم الأوز الْمُذَاب وَكَذَلِكَ مَاء رماد حطب الْكَرم وَيجب أَن يتبع الْقَيْء بالحقنة حْصوصاً إِذا أحس بنزول الْأَذَى إِلَى أَسْفَل فَإِن كَانَ الِاضْطِرَاب فَوق ذَلِك اسْتعْمل مَا يقيىء ويسهل وَلَا يغْفل أَن يشرب اللَّبن. وَإِن احتجت أَن تسقيه مثل ترياق الطين الْمَخْتُوم فافعل فَإِنَّهُ نعم العون على دفع السمّ وخصوصاً إِذا سقِِي فِي أول الْأَمر فَإِنَّهُ يقذف السم كَمَا هُوَ ونسخته: يُؤْخَذ حب الْغَار مثقالين طين مختوم مثقالين إيرسا مثقالين يعجن بِزَيْت والشربة بندقة. وَأَيْضًا يُؤْخَذ حبّ الْغَار مثقالين طين مختوم مثقالين إيرسا مثقالين يعجن بِزَيْت والشربة بندقة. وَأَيْضًا يُؤْخَذ حبّ البلسان زوفا يَابِس بزر اللفت الْبري فلفل أَبيض وأسود وَدَار فلفل وجّ أنيسون فطراساليون أسارون كمّون كرماني بزر البنج من كل وَاحِد أَربع درخميات. سنبل فقاح الأذخر من كل وَاحِد خمس درخميات سليخة ثَمَانِيَة عشر درخماً حَماما زعفران من كلى وَاحِد ستّ درخميات يعجن بِعَسَل ويسقى بشراب مثل الباقلاءة الرومية ويسقى الطين الْمَخْتُوم كَمَا هُوَ نَفسه بِالشرابِ يفعل ذَلِك. وَقد زعم قوم أَن خرء الديك إِذا سقِِي فِي الْحَال قذف السم وَمِمَّا يسقى أَيْضا عصارة الفراسيون وورق الْقصب والناردين وبزر الجزر والجندبيدستر والبندق والتين الْيَابِس والسذاب. وَمِمَّا

<<  <  ج: ص:  >  >>