للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعض حيات الطَّبَقَة الأولى وَيَقُول هَذِه حيات رَدِيئَة يفجر لسعها المسام والمجاري الطبيعية دَمًا منبعثاً نجاجاً وَرُبمَا سَالَ مِنْهُ شَيْء قَلِيل مائي حَتَّى من أبدان القروح المندملة حَتَّى من مآقي الْعين وانزعاج قيء دم وَنَفث دم ورعاف مَعَ وجع فِي الْمعدة وقالى بَعضهم أَن الْموضع يرم ويسود ويسيل مِنْهُ شَيْء قَلِيل مائي ويستطلق الْبَطن ويضيق. النَّفس ويعرس الْبَوْل وَيَنْقَطِع الصَّوْت وَتَسْتَرْخِي الْأَعْضَاء ويغلب على الْبدن حَالَة كالنسيان وَيحدث الكزاز وَتسقط الْأَسْنَان وَيَمُوت صَاحبه. فصل فِي العلاج علاجهم قريب من علاج الأصلال والأفاعي من حَيْثُ يسقون شرابًا كثيرا ويقيئون عَلَيْهِ بعد التغذية بِمثل الطرنج والسمك المالح والثوم ويكرر عَلَيْهِم الْقَيْء ثمَّ يَأْكُلُون بعد ذَلِك الْخبز بالسمك المكبب على الْجَمْر ويأكلون الزَّبِيب وبزر الفجل أَيْضا مِمَّا يَنْفَعهُمْ وخصوصاً بشراب وعصارة الخشخاش مَعَ أصل السوسن الاسمانجوني بشراب وَقد يَنْفَعهُمْ بَيَاض الْبيض بشراب وَقد يَنْفَعهُمْ من حَيْثُ نزف الدَّم التضميد ببقلة الحمقا ودقيق الشّعير وورق الْكَرم الْمَطْبُوخ أَو لِسَان الْحمل أَو العفص وَمِمَّا يحبس الدَّم بالكي الكراث والانجرة والسذاب بدقيق الشّعير وَبَيَاض الْبيض. فصل فِي الْحَيَّة المعطشة قَالُوا أَن الْحَيَّة المعطشة طولهَا شبر وَاحِد على بدنهَا آثَار سود كَثِيرَة ورأسها صَغِير وعنقها غليظ ويبتدىء خلقهَا من عنق غليظ إِلَى ذَنْب دَقِيق. وَقَالَ قوم أَن كثر مَا تكون هَذِه فِي بِلَاد لوبية وَالشَّام وَصورتهَا صُورَة الأفعى ولون مؤخرها إِلَى الأذناب إِلَى السوَاد وتنساب مشيلة ذنبها. وَقَالَ قوم أَنَّهَا تكون فِي السواحل قَالُوا ويعرض لملسوعها أَن يَحْتَرِق بَطْنه ويلتهب فَلَا يروي من المَاء بل لَا يزَال يشرب من غير خُرُوج شَيْء ببول أَو عرق حَتَّى ينتفخ بدنه كُله وَيجْرِي المَاء فِي جَمِيع عروقه. تدبيرهم بعد المشتركات من التدابير وإلزامهم شرب الدّهن الْكثير وَالْقَذْف ثمَّ حقنهم بِمَا يخرج الأثقال والرطوبات ويجذب المَاء إِلَى أَسْفَل أَن يُعْطوا المدرّات مثل طبيخ الكرفس والسنبل الْهِنْدِيّ وَالدَّار صيني والأسارون والساليوس وَالْفطر اساليون وَنَحْو ذَلِك ويضمدوا من خَارج بالملح والنورة وَالزَّيْت وبالأضمدة الَّتِي نذكرها لمن عضّه الْكَلْب الكَلِب. فصل فِي القفازة والطفارة هَذِه حيات صغَار قصار دقاق رُبمَا كمنت على الْأَشْجَار راصدة وَتَرْمِي بأنفسها على من يمر بهَا وتثب منزعجة إِلَيْهِ. أَقُول أَن جِنْسا من هَذِه الْحَيَّات رَأَيْتهَا بنواحي دِهِسْتازن هِيَ إِلَى الْحمرَة وَهِي خبيثة جدا وَقَالُوا يعرض من نهشها وجع شَدِيد وورم حَار فِي جَمِيع الْبدن إِن كَانَ من الْجِنْس الَّذِي رَأَيْنَاهُ فَيعرض مِنْهَا الْهَلَاك. قَالُوا وعلاجها: العلاج

<<  <  ج: ص:  >  >>