للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأضف إِلَيْهِ من سَائِر التَّدْبِير من سقِِي ترياقاته وَاسْتِعْمَال استفراغاته وَيُشبه أَن يكون السم يفشو إِلَى أَرْبَعَة أَيَّام إِن كَانَ قَوِيا وَفِي أقل مِنْهُ أَيْضا فقد قتل كثيرا فِي أُسْبُوع وَلَا محَالة أَنه انْتَشَر سريعأ أسْرع مِمَّا ذكرنَا وَلَا شَيْء. فِي الجواذب كالكيّ حَتَّى إِنَّه إِن كَانَت الْمدَّة أطول من ذَلِك وَخفت الْوُقُوع فِي الْفَزع من المَاء وبادرت إِلَى كي عَظِيم بعد الْمدَّة لم يبعد أَن ينجح فَلَيْسَ جذب الكي وإفساده لجوهر السم كجذب غَيره وإفساده فَإِن عَاق عَن ذَلِك عائق اسْتعْملت الْأَدْوِيَة الَّتِي تقوم مقَام الكي مثل مرهم الْملح والأدوية المحمّرة كضمّاد الْخَرْدَل وَنَحْوه وَلَا تدخله فِي مثل هَذَا الْوَقْت الحمّام البتّة حَتَّى يبل وَيظْهر فِيهِ الإقبال فَإنَّك إِن حممته قتلته. وَقد قيل أنّ الابزن مِمَّا ينفع الْجُلُوس فِيهِ وأظن أَن ذَلِك فِي الْأَوَائِل وَالْبرد مِمَّا يجب أَن يتوقاه وَرُبمَا احتجت فِي هَذَا الْوَقْت وَبعد ذَلِك إِلَى فصده ثَانِيًا فافصده وَلَا تمكنه أَيْضا من النّظر إِلَى دَمه وَإِذا رَأَيْته قد توجه إِلَى الْبُرْء قَلِيلا فجشمه رياضة معتدلة وحمّمه باعتدال وصبّ عَلَيْهِ مَاء فاتراً كثيرا وأدلكه ومرّخه بدهن معتدل. وَإِذا آل أمره إِلَى الْفَزع من المَاء فَلَا تجبن أَيْضا مَا لم يصر بِحَيْثُ لَا يعرف وَجهه فِي الْمَرْأَة قَالُوا فَإِنَّهُ رُبمَا لم يعرف وَجه نَفسه وَرُبمَا تخيل مَعَ ذَلِك أَن فِي الْمرْآة كَلْبا فاسقه مَا ذَكرْنَاهُ من المَاء المطفأ فِيهِ الْحَدِيد وبالحيل الَّتِي نذكرها فَهُوَ نعم العلاج واحتل بِكُل حِيلَة فِي سقيه المَاء وَإِن احتجت إِلَى شده وإكراهه فعلت وضمد معدته بالمبردات وَقد جرب الشَّرَاب الممروج مُنَاصَفَة فنفع نفعا عجيباً. وَقد ينفع فِي هَذَا الْوَقْت دَوَاء بِهَذِهِ الصّفة يُؤْخَذ: أنفحة الأرنب وطين الْبحيرَة المجلوب من اسكندرية وَحب العرعر وجنطيانا من كل وَاحِد أَربع درخميات حب الْغَار وَمر من كل وَاحِد ثَمَان درخميات يعجن بِعَسَل والشربة مثل الباقلاة المصرية. وَأَيْضًا خَوَاتِيم الْبحيرَة وَحب العرعر من كل وَاحِد عشرَة أنفحة الظبي أَرْبَعَة أنفحة الأرنب سِتَّة زراوند مدحرج حب الْغَار مر حَماما بزر السذاب الْبري من كل وَاحِد ثَلَاث درخميات يدبر عجنها بشراب حُلْو ثمَّ يعجن بِعَسَل والشربة باقلاة. وَأَيْضًا الطين ألمختوم ثَمَانِيَة مَثَاقِيل حب الدهمست مثله أنفحة الأرنب سِتَّة عشر أنفحة الظيي اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ درهما أصُول الجنطيانا أَرْبَعَة المر أَرْبَعَة يجمع بِعَسَل ويمسك والشربة مِنْهُ قدر حِصَّة بِمَاء حَار وَقد قَالَ بعض النَّاس من علق على بدنه نَاب الْكَلْب الكَلِب انحرف عَنهُ الْكَلْب الكلِب فَلم يَقْصِدهُ وَكَذَلِكَ سَائِر الْكلاب وَلَيْسَ مِمَّن يوثق بِهِ. فصل فِي الْأَدْوِيَة المشروبة أما البسيطة فالحضض والحلتيت والأفسنتين والجعدة والطين الْمَخْتُوم بشراب. والشونيز عَجِيب فِي هَذَا الْبَاب حَتَّى أَن اسْمه فِي اليونانية مُشْتَقّ من معنى النَّفْع فِي عضة الْكَلْب الكَلِب والمر جيد لَهُ شرباً وضماداً قَالُوا وَلَا دَوَاء لَهُ خير من الجنطيانا والكماذريوس أَيْضا. وَحكى بَعضهم أَن عُيُون السراطين إِذا شربت كَانَت أَنْفَع الْأَشْيَاء من ذَلِك. قَالَ بَعضهم إِن سقِِي أنفحة جرو صَغِير فِي مَاء عوفي وَزعم بَعضهم أَن دم الْكَلْب الْكَلْب نَفسه علاج وَأَنا لَا أقدم عَلَيْهِ. وَكَذَلِكَ قَالُوا أطْعمهُ كبد الْكَلْب الكَلِب مشوياً خُصُوصا الَّذِي عضه. قَالُوا وَبعد الْفَزع من المَاء أطْعمهُ الكبد الْمَذْكُور وَقَلبه أَو جلد

<<  <  ج: ص:  >  >>