وَالرّطب قد يحدث عَنْهَا الآلام على نَحْو مَا علمنَا فِي الْأُصُول الْكُلية وَإِن كَانَ الْحَال فِي المزاج الْيَابِس مَا علمت من أَنه قَلِيل التَّأْثِير للألم والمزاج الرطب بِمَا هُوَ رطب فَلَيْسَ يؤلم إِلَّا أَن يكون هُنَاكَ مَادَّة رطبَة مؤلمة من جِهَة تبخير أَو إِحْدَاث ريح يفعل تفرّق الِاتِّصَال والحار الْيَابِس والبارد الْيَابِس يؤلمان بالكيفيتين وَأما الْحَار الرطب والبارد الرطب فَلَا يؤلمان إِلَّا من حَيْثُ هما حَار وبارد لَا من حَيْثُ هما رطبان إِلَّا على الْجِهَة الْمَذْكُورَة. والمزاج الْحَار إِمَّا أَن يكون سَببه مَادَّة حارة دموية أَو صفراوية أَو مركبة محتدّة ملتهبة تفعل بكيفيتها التَّأْثِير وَإِمَّا أَن يكون سَببه ريحًا وبخاراً حاراً وَإِمَّا أَن يكون سَببه حَرَكَة مسخّنة بدنية أَو نفسانية على مَا علمت من أقسامها فِي الْأُصُول الكلّية أَو يكون سَببه مثل ملاقاة نَار. أَو إحراق شمس أَو تنَاول غذَاء أَو دَوَاء مسخّن أَو مجاورة أَعْضَاء قد سخنت ومشاركتها وَأَسْبَاب المزاج الْبَارِد المصدع مقابلات هَذِه مِمَّا إِلَيْك عدَّة. وَأَسْبَاب الْيَابِس إِمَّا مجفّفات منا خَارج بالتحليل والإحراق وكالسمائم والأضمدة الحارة أَو مجمّدات طبيعية أَو عارضة بَغْتَة وَغير بَغْتَة تمنع الْغذَاء من أَن ينفذ إِلَى الرَّأْس فتجف أعضاؤه لانْقِطَاع الشّرْب وتحلل الرُّطُوبَة الْأَصْلِيَّة أَو مجفّفات من دَاخل بتحليلها أَو باستفراغها أَو بِأَن قوّتها مجفّفة أَو أَن الْغذَاء الْكَائِن مِنْهَا يَابِس أَو قَلِيل الرُّطُوبَة ومجاورة أَعْضَاء قد يَبِسَتْ ومشاركتها والحركات النفسانية والبدنية المفرطة مجفّفات بطرِيق الاستفراغ والتحليل. وَكَذَلِكَ الْجِمَاع والإدرار والنزف والرياضة القوية. والاستفراغات مِنْهَا إستفراغات فِي أَعْضَاء غير أَعْضَاء الرَّأْس يشاركها الرَّأْس مثل الاستفراغات الْكُلية من الْبدن كُله أَو الاستفراغات الْجُزْئِيَّة من عُضْو دون عُضْو وَمِنْهَا إستفراغات فِي أَعْضَاء الرَّأْس مثل الزُّكَام والنزلة والرعاف وأصناف التحلب المكتسب بالسعوطات والعطِوسات والغراغر وَمن أَسبَاب اليبوسة انْقِطَاع مواد الرُّطُوبَة وَإِن لم يكن باستفراغ مثل الصّيام وَترك الطَّعَام أَو فقدانه. فصل فِي تَفْصِيل أَصْنَاف الصداع الْكَائِن بِسَبَب تفرّق الِاتِّصَال تفرّق الِاتِّصَال قد يعرض فِي حجب الدِّمَاغ وَقد يعرض فِي جوهره وَقد يعرض فِي الْعُرُوق فتفتق وَرُبمَا كَانَ كَمَا تعلم من حَرَكَة البخارات والرياح ابْتِدَاء أَو لسدّة وَرُبمَا كَانَ لخلط أكّال وَرُبمَا كَانَ من ضَرْبَة أَو سقطة أَو قطع من خَارج وَالَّذِي يكون من دَاخل فَرُبمَا لم يلتحم وَبَقِي قرحَة تؤذي الرَّأْس وتديم التصديع والضربة والسقطة رُبمَا كَانَت خَفِيفَة الْمُؤْنَة فتعالج وَرُبمَا بلغت أَن يتقلقل لَهَا الدِّمَاغ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute