للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْحَواس وَوُجُود الآفة فِي الْأَفْعَال الدماغية وَالَّذِي يكون عَن قُوَّة حس الدِّمَاغ فَيدل عَلَيْهِ سرعَة الانفعال أَيْضا عَن أدنى سبّ محسوس فِي الدِّمَاغ عَن الْأَصْوَات والمشمومات وَغَيرهَا لَكِن الْحس يكون ذكياً والمجِاري نقية وأفعال الدِّمَاغ غير مؤفة. وَأما الْكَائِن عَن الْأَسْبَاب المادية كلهَا فيشترك فِي الثّقل الموجوَد ورطوبة المنخر وَإِذا كَانَت الْمَادَّة حادة وَكَانَ مَعَ النَّقْل حمرَة وحرارة وخصوصاً فِيمَا هُوَ من الْموَاد أغْلظ وَرُبمَا صحبها ضَرْبَان وَأما رُطُوبَة المنخر فقد ثقل إِذا كَانَت الْموَاد غَلِيظَة وَلَا يكون يبس الخياشيم فِي مثلى ذَلِك الصداع دَلِيلا عدم الْموَاد إِذا صُحْبَة ثقل والصفراوي يختصَ باللذع والحرقة الشَّدِيدَة النخس وَيكون ذَلِك فِيهِ أَشد مِمَّا فِي غَيره مَعَ يبس الخياشيم والعطش والسهر وصفرة اللَّوْن وَيكون الثّقل فِيهِ أقلّ والبارد قد يدل عَلَيْهِ: الْبَوْل والأزمان واللون وَإِن كَانَ ذَلِك الامتلاء عَن تخمة دلّ عَلَيْهِ ذهَاب الشَّهْوَة والكسل والمواد الرّطبَة بَارِدَة كَانَت أَو حارة فقد يدل عَلَيْهَا السبات والبلغمي والسوداوي لَا يؤلمان جدا والمواد الْيَابِسَة يقلّ مَعهَا الثّقل وَيكثر السهر والباردة تَخْلُو عَن الالتهاب وَيكثر مَعهَا الْفِكر الْفَاسِد وتكمّد اللَّوْن وَقد يسْتَدلّ على كل خلط بلون الْوَجْه وَالْعين. وَرُبمَا اخْتلف ذَلِك فِي الْقَلِيل وَالسَّبَب فِي ذَلِك إِمَّا اندفاع من الْخَلْط الملتهب إِلَى العمق أَو احتقان فِيهِ وَإِمَّا انجذاب من مواد حارة غير الْموَاد الموجعة الْبَارِدَة إِلَى نَاحيَة الْعَينَيْنِ وَالْوَجْه بِسَبَب الوجع. فَإِن الوجع إِذا حل فِي عُضْو جذب إِلَيْهِ وَإِلَى مَا يجاوره وَأكْثر مَا ينجذب فِي مثل هَذِه الْحَال إِلَى الْعُضْو هُوَ الدَّم وَقد ينجذب غَيره أَحْيَانًا وَأما الْكَائِن عَن الرِّيَاح فيقل مَعَه الثّقل وَيكثر مَعَه التمدّد وَرُبمَا كَانَ مَعَه نخس وَرُبمَا كَانَ كالتآكل. وَلَا يكون فِي الريحي ثقل وَقد يدل على الريحي وَالْبُخَارِيّ الدويّ والطنين وَرُبمَا ردَّتْ مَعَه الْأَوْدَاج كثيرا وَقد يكثر مَعَه الِانْتِقَال أَعنِي انْتِقَال الوجع من مَوضِع إِلَى مَوضِع. وَإِذا كثر البخار اشتدّ ضَرْبَان الشرايين وخيل تخييلات فَاسِدَة وَصَحبه سدر ودوار وَأما الْكَائِن عَن أمزجة ساذجة فعلاماته الإحساس بِتِلْكَ الأمزجة مَعَ عدم ثقل وَمَعَ يبس الخياشيم فَإِن يبس الخياشيم دَلِيل مُنَاسِب لهَذَا وَأما الحارة فيحس العليل نَفسه ويحس لامس رَأسه حرارة والتهاباً وَيكون هُنَاكَ حمرَة عين وَينْتَفع بالمبردات وَالْبرد وَأما الْبَارِد فَيكون الْأَمر فِيهَا بالضد وَلَا يكون فِي وجههم نحافة الهزال وَلَا حمرَة اللَّوْن وَلَا يكون الوجع مفرطاً وَإِن كَانَ وَأما الْيَابِسَة فَيدل عَلَيْهَا تقدّم إستفراغات أَو رياضات أَو شهر كثير أَو جماع كثير أَو غموم وَيكون من شَأْنهَا أَن تزداد مَعَ تكرّر شَيْء من هَذِه.

<<  <  ج: ص:  >  >>