وَأما الكائنة بالمشاركة فَأن تحدث وَتبطل وتشتد وتضعف بِحَسب مَا. يحدث بالعضو المشارك من الْأَلَم أَو يبطل ويشتد ويضعف وَإِن لم يكن بمشاركة كَانَ فِي سَائِر أَفعَال الدِّمَاغ كظلمة فِي الْعين وسبات وَثقل دَائِم مَعَ صَلَاح حَال سَائِر الْأَعْضَاء وَإِذا كَانَت الآفة فِي نفس حجب الدِّمَاغ وَكَانَت قَوِيَّة دلّ على ذَلِك تأدي الْأَلَم إِلَى أصُول الْعَينَيْنِ وَإِن كَانَت الآفة فِي الغشاء الْخَارِج أَو فِي مَوضِع آخر لم يتأد الْأَلَم إِلَى أصُول الْعَينَيْنِ وأوجع مس جلدَة الرَّأْس والكائن بمشاركة الْمعدة فَيدل عَلَيْهِ وجود كرب وغثي أَو قلَّة شَهْوَة أَو بُطْلَانهَا أَو رداءة هضم أَو قلته أَو بُطْلَانه بعد وجود الدَّلِيل السَّابِق وإذَا كَانَ بِسَبَب انصباب مرار إِلَيْهَا اشْتَدَّ على الخواء وعَلى النّوم ريقاً. وَرُبمَا كَانَ الصداع بِسَبَب فِي الدِّمَاغ فَأوجب فِي الْمعدة هَذِه الْأَحْوَال والآفات على سَبِيل مُشَاركَة من الْمعدة للدماغ لَا على سَبِيل ابْتِدَاء من الْمعدة ومشاركة من الدِّمَاغ فَيجب أَن تثبّت فِي مثل هَذَا وتتعرف حَال كل وَاحِد من العضوين فِي نَفسه فتحدس السَّابِق من الْمَسْبُوق وَمِمَّا يدلّ على ذَلِك فِي الْمعدة خَاصَّة اخْتِلَاف الْحَال فِي الهضم وَغير الهضم وَاخْتِلَاف الْحَال فِي الخواء والامتلاء. فمان ألم الْمعدة إِن كَانَ من صفراء هاج على الخواء وَإِن كَانَ من خلط بَارِد كَانَ فِي الخواء أقل ويسكّنه الْجُوع. وَرُبمَا هيّج الْجُوع مِنْهُ بخاراً فآذى لكنه مَعَ ذَلِك لَا يسكّنه الْأكل تَمام التسكين فِي أَكثر الْأَمر وَرُبمَا سكّنه فِي الندرة لَكِن الالتهاب والحرقة والجشاء يفرق بَينهمَا وَأَنت ستعرف دَلَائِل الجشاء فِي مَوْضِعه وَكَذَلِكَ يفرق بَينهمَا سَائِر العلامات الَّتِي تذكر فِي بَاب الْمعدة وَقد يدل على ذَلِك مَا يخرج بالقيء ويدلّ عَلَيْهِ اخْتِلَاف الْحَال فِي الصداع بِحَسب اخْتِلَاف حَال مَا يرد على الْمعدة وَكثير من النَّاس ينصبّ إِلَى معدتهم مرار بأدوار فَإِذا هاج الصداع وأكلوا شَيْئا سكن فَيكون ذَلِك دَلِيلا على أَنه بمشاركة الْمعدة وَكَذَلِكَ يسكن أَن قذفوا مرَارًا. وَيدل ذَلِك الدَّلِيل وَقد يستدلّ عَلَيْهِ من جِهَة الْأَلَم فَإِن الَّذِي بمشاركة الْمعدة أَكْثَره يَبْتَدِئ فِي الْجُزْء الْمُقدم من اليافوخ وَرُبمَا كَانَ مائلاً إِلَى وسط اليافوخ ثمَّ قد ينزل وَالَّذِي يكون من الكبد يكون مائلاً إِلَى الْجَانِب الْأَيْمن وَالَّذِي يكون من الطحال يكون مائلاً إِلَى الْجَانِب الْأَيْسَر وَالَّذِي يكون بِسَبَب المراق يكون مائلاً إِلَى قُدَّام جدا وَالَّذِي يكون بِسَبَب الرَّحِم يكون فِي حاق اليافوخ وَيكون أَكْثَره بعد ولادَة أَو إِسْقَاط أَو احتباس طمث أَو قلّته. وَأما عَلامَة مَا يدعى من صداع يتولّد من دود قَالَ الْهِنْدِيّ: وعلامة الصداع الْكَائِن من الدُّود أَن يكون أكّال شَدِيد ونتن رَائِحَة واشتداد الصداع مَعَ الْحَرَكَة وسكونه مَعَ السّكُون وَالَّذِي يكون من الْكُلية وأعضاء الصلب فَيكون مائلاً إِلَى خلف جدا وَالَّذِي يكون بمشاركة الأوجاع الْحَادِثَة فِي أَعْضَاء أُخْرَى فَيكون مَعَ هيجانها واشتدادها وَالَّذِي يكون مَعَ الحميات والبحرانات فَيكون مَعهَا ويسكن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute