للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل فِي علاج الصداع الْحَادِث من الروائح الطّيبَة أما الْكَائِن عَن الروائح الطّيبَة فَإِن كَانَت حارة وضرت بحرارتها لَا باليبوسة وَحدهَا عولج بالروائح الطّيبَة الْبَارِدَة مثل مَا أَن الضَّرَر اللَّاحِق من شمّ الْمسك والزعفران يعالج بالكافور والصندل واللاحق من الكافور يعالج بالمسك والزعفران والزعفران وَإِن كَانَت إِنَّمَا تضرّ مَعَ ذَلِك بالتجفيف واليبس فالعلاج أَن لَا يقْتَصر فِي علاج ضَرَر الْمسك مثلا بالكافور بل إِن أمكن أَن يتدارك بإسعاط الأدهان الرّطبَة مبردة فقد كفى وَإِلَّا فَمَعَ الكافور مدوفاً فِيهَا وَكَذَلِكَ بِالْعَكْسِ. فصل فِي علاج الصداع الْحَادِث من الروائح المنتنة وَأما الصداع الْكَائِن عَن الروائح المنتنة فعلاجه بالطيبة المضادة لَهَا فِي المزاج فَإِن كَانَ لتِلْك الروائح تجفيف احتيل أَن تكون الروائح الَّتِي تقَابل بهَا مرطبة مثل رَوَائِح النيلوفر والبنفسج الذكيين ولدهن الْخلاف الذكي مزية على جَمِيع الروائح لمقابلة الروائح الطّيبَة والمنتنة الضارة بِالْحرِّ لتعلم ذَلِك. فصل فِي علاج الصداع الْحَادِث من الْخمار وَأما صداع الْخمار فأوّل مَا يجب فِيهِ أَن يسْتَعْمل تنقية الْمعدة إِمَّا بقيء بسكنجبين وبزر الفجل أَو بالسكنجبين وعصارة الفجل أَو بالسكنجبين بِمَاء فاتر وبالمقيئات اللينة والمتوسطة مِمَّا تعلمه فِي الاقراباذين وَإِن لم يجب الْقَيْء أَو أُبْقِي اسْتِعْمَاله أسهلت بأيارج مقوى بسقمونيا لِئَلَّا يطول لبثه وَإِن كَانَ هُنَاكَ مَانع عَن اسْتِعْمَال مَا هُوَ حَار من مرض حاراً أطلقت بطبيخ الهليلج الكابلي أَو شراب الْفَوَاكِه الْمُطلق وَإِن كرهت النَّفس أَمْثَال هَذِه الْأَشْيَاء أطلقت بِمَاء الرمانين مَعَ الشَّحْم على مَا نقُوله فِي القراباذين مقوى بسقمونيا يسير. وَلَا تبال من حرارته فَإِن كَانَ عَن الاستفراغات بِأَيّ وَجه كَانَ حَائِل ألزمتهم النّوم إِلَى أَن يهضم مَا فِي معدهم من الشَّرَاب وَيظْهر ذَلِك بتلون الْبَوْل وانصباغه وتدلك مِنْهُم الرجل بالملح وَثمن البنفسج وتصب على الْأَطْرَاف مِنْهُم نطول البابونج ثمَّ ليدخلوا الْحمام وليغرقوا رؤوسهم بدهن الْورْد مبرّداً غير شَدِيد التبريد ويغذوا بالعدس والحصرم وَمَا أشبهه وبالكرنب لخاصية فِيهِ يمْنَع بهَا البخار

<<  <  ج: ص:  >  >>