للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَن الرَّأْس. قَالَ جالينوس: فَإِن غذوته بفراخ الْحمام لم تخط وَيُشبه أَن يكون السَّبَب رقة الدَّم الْمُتَوَلد مِنْهُ وقوته على تَحْلِيل الأبخرة وَيجب أَن تعطيهم الْفَاكِهَة القابضة وَليكن الشَّرَاب المَاء لَا غير اللَّهُمَّ إِلَّا أَن تكون الْمعدة ضَعِيفَة وَيخَاف استرخاؤها فتمنعه الاستكثار من شرب المَاء الْبَارِد وتسقيه مَاء الرُّمَّان الحامض والريباس خَاصَّة وربه وحماض الأترج وربه خَاصَّة والسفرجل والتفاح وَمَا أشبهه. واستفاف الكزبرة الْيَابِسَة مَعَ السكر وزنا بِوَزْن نَافِع لَهُ ثمَّ تنوّمه وتسكنه فَهُوَ الأَصْل فِي علاجه وَإِن لم يسكن بذلك عاودته بِهِ من يَوْمه وَمن الْغَد وَجعلت غذاءه مَا يبرد ويرطب أَو يلطف بِمثل صفرَة الْبيض وصببت عَلَيْهِ مَاء حاراً كثيرا ليحلل واشتغل بتنويمه مَا اسْتَطَعْت. ثمَّ إِذا زَالَ الغثيان إِن كَانَ وَبَقِي الصداع قطعت دَوَاء الْورْد عَنهُ فَإِنَّهُ ضار لَهُ بعد ذَلِك إِذْ كَانَت الْحَاجة إِلَيْهِ أَولا لتقوية الرَّأْس وَمنع البخار وَقد زَالَت الْآن. وَيجب أَن تسْتَعْمل الْآن دهن البابونج مَكَانَهُ غرقاً لتحلل فَإِن لم يزل بذلك فَإِن السوسن فَإِنَّهُ غَايَة ومجرب. ثمَّ إِذا جعل الْخمار يخفّ وينحطّ مشيته يَسِيرا يَسِيرا ورجحته واغذه حِينَئِذٍ أَيْضا بالسمك الرضراضي وَخصي الديوك والفراريج بالبقول الْبَارِدَة وَيَنْبَغِي أَن لَا يمشي على الطَّعَام بل بعد ثَلَاث سَاعَات. وَبِالْجُمْلَةِ الأولى أَن ينْتَظر الهضم بِالنَّوْمِ أَو بِالسُّكُونِ الطَّوِيل حَتَّى تَجف معدته قَلِيلا ثمَّ يسْتَعْمل السكنجبين السكرِي إِن كَانَ محروراً أَو العسلي إِن كَانَ مرطوباً وَيقبل على ذَلِك قَدَمَيْهِ ثمَّ يمشي مشياً غير مُتْعب أَو يُحَرك حَرَكَة أُخْرَى غير متعبة وعَلى أَنه يَنْبَغِي أَن يجْتَنب الْخلّ الساذج والمري وَإِن لم يكن بُد فليصطبغ بِغَيْر الحاذق مِنْهُ وَإِذا مشيته قَلِيلا فَاسْتعْمل لَهُ الأبزن. وَالْحمام أَيْضا ثمَّ يجب آخر الْأَمر أَن تنطله بالنطولات المعتدلة التَّحْلِيل وتغذوه بِمَا يخف من اللحوم. صفة دَوَاء جيد للخمار: الهندبا وبزر الكرنب والأمير باريس منقى من حبّه والسماق والعدس المقشر والورد والطباشير بِالسَّوِيَّةِ يجمع الْجَمِيع وَيشْرب مِنْهُ وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم مَعَ قِيرَاط كافور وأوقية مَاء الرُّمَّان وأو مَاء الريباس أَو مَاء حماض الأترج أَو ربه. فصل فِي علاج الصداع الْحَادِث من الْجِمَاع هَذَا الصداع يحدث إِمَّا بِسَبَب مَا يورثه ذَلِك من اليبس وعلاجه مَا ذَكرْنَاهُ فِي بَاب معالجة الصداع الْيَابِس بعد أَن يمال بالمرطبات. وَأما بِسَبَب امتلاء فِي الْبدن فطرأ عَلَيْهِ الْحَرَكَة الجماعية المركبة من الْبَدَنِيَّة والنفسية فتثير الأبخرة الخبيثة فَيجب لمن يَعْتَرِيه ذَلِك عقيب الْجِمَاع وَبِه امتلاء أَن يبْدَأ بالفصد ثمَّ بالإسهال إِن وَجب

<<  <  ج: ص:  >  >>