للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْعَينَيْنِ ويتخيلون أَشْيَاء صفراً وَتدْخل فِي أَخْلَاقهم سبعية وسوران وحرص على الْخِصَام وَكَأَنَّهُ فِي هَيْئَة من يُرِيد أَن يُقَاتل وتدق أنوفهم خُصُوصا فِي أطرافها ويعرض لجباههم انجذاب شَدِيد إِلَى فَوق. وَأما الْكَائِن من صفراء محترقة وَهُوَ الرَّدِيء المهلك فَأول علاماته أَن عَامَّة عوارضه تعرض مَعَ جُنُون وضجر وَنَفس عَظِيم وعبث وَتَكون أَعينهم كدرة وتشبه صبار أَو كَأَنَّهُ هُوَ. وَأما عَلَامَات انْتِقَاله فَإِن كَانَ ينْتَقل إِلَى ليثرغس - وَذَلِكَ أجْرى لَهُم - رَأَيْت الْعين تغور والتغميض يَدُوم والريق يسيل والنبض يبطئ ويلين. وَأما عَلَامَات انْتِقَاله إِلَى سفاقلوس والورم الدماغي: أَن تظهر عَلامَة سفاقلوس ويغيب سَواد الْعين وَيظْهر الْبيَاض فِي الأحيان ويأبى الِاضْطِجَاع إِلَّا مُسْتَلْقِيا وينتفخ بَطْنه وتمتد شراسيفه وَيكثر اخْتِلَاج أَعْضَائِهِ. وعلامة انْتِقَاله إِلَى الدقّ غؤور الْعَينَيْنِ وهدو الْحمى وقحل الْبدن وَصغر النبض وصلابته. وَأما عَلَامَات انْتِقَاله إِلَى التشنّج فقد أوردناه فِي بَاب التشنج. أما الْمُشْتَرك لأصنافه الْحَقِيقِيَّة فالفصد من القيفال وَإِخْرَاج دم صَالح بل كثير جدا وتبادر إِلَى ذَلِك كَمَا تبتدئ الأخلاط إِن لم يمْنَع من ذَلِك مَانع قوي وَيجب أَن يكون فصده مَعَ احْتِيَاط فِي تعرّف حَاله من الغشي هَل وَقع فِيهِ أَو قرب مِنْهُ وَيحبس الدَّم عِنْد الْقرب من الغشي ويحتال فِي معرفَة ذَلِك فَإِنَّهُ لَا يظْهر فيهم حَال الْإِفَاقَة من حَال الغشي ظهوراً كثيرا وَلَكِن النبض قد يدل عَلَيْهِ فَإِنَّهُ إِذا ارتعش أَو انخفض وَاخْتلف بِلَا نظام حَتَّى تَجِد وَاحِدَة عَظِيمَة وَأُخْرَى صَغِيرَة دلّ على قرب الغشي. وَيجب أَن يحْتَاط فِي عصب الْعِصَابَة عَلَيْهِ حَتَّى يكون موثقًا لَا تحله حركاته واضطراباته الَّتِي لَا عقل لَهُ مَعهَا فَرُبمَا حلّه وأرسله بِنَفسِهِ بخيال فَاسد يستدعيه إِلَيْهِ ثمَّ بعد ذَلِك يفصد عرق الْجَبْهَة إِن كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة وأوجبته الْحَال وَقُوَّة الْمَرَض وَأما إِن لم تساعد الْقُوَّة وَالْأَحْوَال على فصده الْكُلِّي من يَده أَو لم يُمَكَنْكَ من يَده وأحوجه مَا يُرَاوِد عَلَيْهِ من ذَلِك إِلَى قلق وضجر شَدِيد فافصده من الْجَبْهَة وَاجعَل على رَأسه فِي الِابْتِدَاء دهن الْورْد مَعَ الْخلّ مبرداً وَسَائِر مَا عددنا لَك من العصارات المبرّدة وَينْتَفع الصفراوي بتضميد رَأسه بورق العلّيق جدا وَأَسْكَنَهُ بَيْتا معتدل الْهَوَاء ساذجاً لَا تزاويق وَلَا تصاوير فِيهِ فَإِن خيالاته تولع بهَا بتأملها وَذَلِكَ مِمَّا يُؤْذِي دماغه وحجب دماغه. وَيجب أَن يكون فِي مَسْكَنه وبالقرب مِنْهُ من المشمومات الْبَارِدَة مثل النيلوفر والبنفسج والورد والكافور

<<  <  ج: ص:  >  >>