مقدّم الرَّأْس وَالْوَجْه وَقد قَالَ بقراط: من عرض لَهُ - وَهُوَ صَحِيح - وجع بَغْتَة فِي رَأسه ثمَّ أسكت فَإِنَّهُ يهْلك قبل السَّابِع إِلَّا أَن يعرض بِهِ حمى فيرجى أَي الْحمى يُرْجَى مَعهَا أَن تنحلّ الفضلة. وَاعْلَم أَن أَكثر مَا تعرض السكتة تعرض لِذَوي الْأَسْنَان والأبدان والتدابير الرّطبَة وخصوصاً إِذا كَانَ هُنَاكَ مَعَ الرُّطُوبَة برد فَإِن عرض لحار المزاج ويابسه فَالْأَمْر صَعب فَإِن الْمَرَض المضاد للمزاج لن يعرض إِلَّا لعظم السَّبَب. وَقد يكون المزاج بَعيدا مِنْهُ غير مُحْتَمل لَهُ وقلما تعرض سكتة عَن حرارة وَإِذا انبسطت مَادَّة الفالج فِي الْجَانِبَيْنِ أحدثت سكتة كَمَا إِذا انقبضت مَادَّة السكتة إِلَى جَانب أحدثت فالجاً. وَكثر سَبَب السكتة فِي البطنين المؤخرين وَإِذا كَانَ مَعَ السكتة حمّى فهناك ورم فِي الْأَكْثَر وَالَّذِي يحوجون إِلَى فصد كثير لسوداوية مَائِهِمْ فينتفعون بِكَثْرَة الفصد يخسرون فِي العقبى فيقعون فِي السكتة وَنَحْوهَا. الاستعداد للسكتة الدائرة: تنَاول الْأَدْوِيَة الحادة معجل لاستعجال الأخلاط المتوانية وَقد ذكرنَا إنذار الدَّوَائِر بالسكتة فلتقرأ من هُنَاكَ. العلامات: الْفرق بَين السكتة والسبات أنّ الْمَسْكُوت يغطّ وَتدْخل نَفسه آفَة والمسبوت لَيْسَ كَذَلِك والمسبوت يتدرّج من النّوم الثقيل إِلَى السبات والمسبوت يعرض ذَلِك لَهُ دفْعَة. والسكتة يتقدمها فِي أَكثر الْأَوْقَات صُداع وانتفاخ الْأَوْدَاج ودُوار وسَدر وظلمةُ البَصر واختلاج فِي الْبدن كُله وتريف الْأَسْنَان فِي النّوم وكسل وَثقل وَكَثِيرًا مَا يكون بَوْله زنجارياً وأسود وَفِيه رسوب نشاري ونخالي. أما مَا كَانَ عَن أَذَى وضربة وسقطة ومشاركة عُضْو فتعرفه من الْأُصُول الَّتِي تكرّرت عَلَيْك. وَأما مَا كَانَ من ورم فَلَا يخلوَ من حمى مَا. وَمن تقدم العلامات الَّتِي ذَكرنَاهَا للأورام وَمَا كَانَ من الدَّم. فَيدل عَلَيْهِ عَلَامَات الدَّم الْمَذْكُورَة مرَارًا كَثِيرَة وَيكون الْوَجْه محمراً والعينان محمرّتين جدا وَتَكون الْأَوْدَاج وعروق الرَّقَبَة متمدّدة وَيكون الْعَهْد بالفصد بَعيدا وَتَنَاول مَا يُولد السَّوْدَاء سَابِقًا وَأما مَا كَانَ من بلغم فَيدل عَلَيْهِ السحنة ولون الْعين وبلّة الخياشيم وَغير ذَلِك مِمَّا قيل إِذا حدث بالتشنّج دوار لَازم أَو متكرّر فَذَلِك ينذر بسكتة. المعالجات: أما العلاج الْكَائِن من أَذَى من خَارج فَهُوَ تَدْبِير ذَلِك السَّبَب البادي وَالَّذِي من مُشَاركَة فَهُوَ تَدْبِير الْعُضْو الَّذِي يُشَارِكهُ بِمَا مر لَك فِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute