للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكزاز فَيجب أَن لَا يلقموا من الطَّعَام إِلَّا لقماً صغَارًا ضعافاً جدا وَأَن يزجوا بالحسو الرَّقِيق لِأَن البلع يصعب عَلَيْهِم فيزيد فِي مناخرهم ويضطربون فيزيد ذَلِك فِي علتهم وَقد ذكرنَا أدوية يسقونها وَيمْسَح بهَا أعضاؤهم ومقاعدهم فِي القراباذين وَكَذَلِكَ المروخات النافعة لَهُم مثل دهن الْخِيَار وَغير ذَلِك مِمَّا قيل وَكَذَلِكَ السعوطات والعطوسات. وَخير العطوسات لَهُم ميعة الموميا بِبَعْض الأدهان. والحمّى الَّتِي تقع بالطبع خير علاج لما كَانَ مِنْهُ رطوبياً. فصل فِي اللقوة هِيَ عِلّة آلية فِي الْوَجْه ينجذب لَهَا شقّ من الْوَجْه إِلَى جِهَة غير طبيعية فتتغير هَيئته الطبيعية وتزول جودة التقاء الشفتين والجفنين من شقّ. وَسَببه إِمَّا استرخاء وَإِمَّا تشنج لعضل الأجفان وَالْوَجْه. وَقد عرفتهما وَعرفت منابتهما. وَأما الْكَائِن عَن الاسترخاء فَإِنَّهُ إِذا مَال شقّ جذب مَعَه الشقّ الثَّانِي فأرخاه وغيّره عَن هَيئته إِن كَانَ قَوِيا وَإِن كَانَ ضَعِيفا استرخى وَحده. وَعند بَعضهم أَن الاسترخاء فِي الْجَانِب السَّلِيم وَهُوَ جذب الأعوج وَلَيْسَ بمعتمد وَمِنْهُم فولس وَهَذَا الْكَائِن عَن الاسترخاء يكون لأسباب الاسترخاء المعدودة الَّتِي قد فَرغْنَا من بَيَانهَا وَلَا حَاجَة بِنَا أَن نكرّرها. وَأما الْكَائِن عَن التشنّج وَهُوَ الأكثري فَلِأَنَّهُ إِذا تشنّج شقّ جذب الشق الثَّانِي إِلَيْهِ وَالسَّبَب فِيهِ هُوَ السَّبَب فِي التشنّج وَمَا قيل فِي بَاب التشنّج الْيَابِس مثل الْكَائِن فِي حميات حادة واستفراغات من اخْتِلَاف وقيء ورعاف وَغير ذَلِك فَإِنَّهُ قَاتل رَدِيء وَقد قَالَ بَعضهم: إِن الْجَانِب الْمَرِيض فِي اللقوة هُوَ الْجَانِب الَّذِي يرى سليما وَأَن السَّبَب فِيهِ والجانب الصَّحِيح يحاول جذبه للتسوية وَهَذَا غير سديد فِي أَكثر الْأَمر. والتشريح وَمَا عَلمته من حَال عضل الْوَجْه يعرفك فَسَاد وُقُوع هَذَا عَاما وَلِأَن الْحس يبطل مَعَه لمن بَطل فِيهِ مِنْهُم من جَانب اللقوة. وَكثير من النَّاس مَا يعرض لَهُ ورم فِي عضل الرَّقَبَة فَيكون من جملَة الخوانيق فَيُصِيبهُ من ذَلِك لقُوَّة ويصيبهم أَيْضا فالج يمتدّ إِلَى الْيَدَيْنِ لِأَن العصب الَّذِي يسقى مِنْهُ عضل الْيَدَيْنِ الْقُوَّة المحرّكة منبته أَيْضا من فقار الرَّقَبَة وكل لقُوَّة امتدت سِتَّة أشهر فبالحري أَن لَا يُرْجَى صَلَاحهَا. وَاعْلَم أَن اللقوة قد تنذر بفالج بل كثيرا مَا تنذر بسكتة فَتَأمل هَل تصحبها مُقَدمَات الصرع والسكتة فَحِينَئِذٍ بَادر باستفراغ قوي. وَقد زعم بَعضهم أَن الملقو يخَاف عَلَيْهِ الْفجأَة إِلَى أَرْبَعَة أَيَّام فَإِن جَاوز نجا وَيُشبه أَن يكون ذَلِك بِسَبَب سكتة قَوِيَّة كَانَت اللقوة تنذر بهَا. العلامات: هِيَ أَن تقع النفخة والبزقة من جَانب وَلَا يسْتَمْسك الرّيح وَلَا يسْتَمْسك الرِّيق من

<<  <  ج: ص:  >  >>