الدِّمَاغ فيدفعها إِلَيْهِ وَإِن كَانَ لَا بُد فَيَنْبَغِي أَن يكون بعد الطَّعَام وبرفق والاستحمام ضار وَالنَّوْم المفرط ضار والبكاء الْكثير وَكَثْرَة الفصد وخصوصاً الْحجامَة المتوالية ضارة. وَأما الأغذية فالمالحة والحريفة والمبخرة وَمَا يُؤْذِي فَم الْمعدة والكراث والبصل والثوم والبافرو أكلا وَالزَّيْتُون النضيج والشبث والكرنب والعدس. وَأما التصرّف فِي الأغذية فَأن يَتَنَاوَلهَا بِحَيْثُ يفْسد هضمها وَيكثر بخارها جمل مَا بَين فِي مَوْضِعه وَقد وقفت عَلَيْهِ وتقف عَلَيْهِ فِي مقالات هَذَا الْكتاب الثَّالِث. فصل فِي الرمد والتكدر الرمد مِنْهُ شَيْء حَقِيقِيّ وَمِنْه شَيْء يُشبههُ وَيُسمى التكدر والتخثر. والخثر وَهُوَ يسخن ويرطب يعرض من أَسبَاب خَارِجَة تثيرها وتحمّرها مثل الشَّمْس والصداع الإحتراقي وحُمى يَوْم الاحتراقية. وَالْغُبَار وَالدُّخَان وَالْبرد فِي الأحيان لتقبيضه والضربة لتهييجهما وَالرِّيح الْعَاصِفَة بصفقها. وكلّ ذَلِك إثارة خَفِيفَة تصْحَب السَّبَب وَلَا ترتث بعده ريثاً يعتدّ بِهِ وَلَو أَنه لم يعالج لزال مَعَ زَوَال السَّبَب فِي آخر الْأَمر وَيُسمى باليونانية طارطسيس فَإِن عاونه سَبَب بدني أَو بادئ معاضد للبادئ الأول أمكن حِينَئِذٍ أَن يستفحل وينتقل ورماً ظَاهرا حَقِيقِيًّا انْتِقَال حمّيات الْيَوْم إِلَى حميات أُخْرَى وَإِذا انْتقل فَهُوَ فِي بَدْء مَا ينْتَقل يُسمى باليونانية لقويكما.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute